ونفتح دفتر الأحزان
* لازلنا بقاهرة المعز وعلى هامش إحدى المحاضرات كنا نتحلق حول الأستاذ حسن أبوطالب مدير معهد الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وكان الحديث يدور حول مرتبات واستحقاقات الصحفيين في المنطقة العربية، قال الأستاذ أبو طالب إن معظم الصحفيين المصريين ينزلون في المساء إلى الفضائيات والتلفزيونيات العالمية لتعويض خسارة ضعف المرتبات علما بأن هذه الفضائيات العالمية تدفع غاليا وفوراً وقبل أن تغادر الاستديو.
تذكرت هذه الواقعة وصديقنا حسن أبو طالب الذي أصبح مستشاراً لمعهد دراسات الأهرام، قد حل أمس الأول أمسية تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، حل ضيفاً لمدة ساعة كاملة بقناة العربية السعودية ثم بعد منتصف الليل شاهدت صديقي أبوطالب بقناة (إل بي سي)، فقلت في نفسي وفي ذاكرتي حديث رجل الأهرام إبان تلك الدورة التدريبية، إن الرابح الأكبر في هذا العرش المصري هو صديقنا أبوطالب، ولما يطل الصباح هناك، وعلى طريقة شاعرنا هاشم صديق، تتم عمليات جرد الحساب:
أذن الأذان
وحنصليك يا صبح الخلاص حاضر
ونفتح دفتر الأحزان
من الأول وللآخر
ونتساءل منو الكاتل منو المكتول
منو الربحان منو الخاسر؟
* هي الدنيا وتصاريف الأقدار، ناس تربح وناس تخسر، بعضهم يزف إلى قصر الاتحادية بالأناشيد والأفراح، وبعضهم يزج إلى القناطر وطرة ومشانق التاريخ باللعنات والهروات.
* الذي أود أن أستخلصه هنا ليس (سد النقص المادي للصحفيين) ولا التمويل المادي الذي يذهب إلى بعض الجيوب، غير أن (بيت القصيد) في هذه الماراثونات الإعلامية الباهظة هو (التمويل الفكري) الذي يرفد خزانة استراتيجية الدولة المصرية، ذلك لكون كل هذه (العمليات الإعلامية المخدومة) تفتأ ترسخ لريادة ودور الدولة المصرية وخدمة مشروعاتها الحكومية.
* فالنخب الإعلامة المصرية هي بالكاد الممول الرئيس للفضائيات العالمية، ذلك لكون الدولة المصرية ـ ولا أقول الأنظمة ـ قد ذهبت مبكراً في عمليات إنشاء المعاهد الاستراتيجية المتخصصة في كل الشؤون، فسن اليأس والمعاش هناك لمعظم الخبراء العسكريين والمهنيين هي بالكاد بداية لمرحلة عطاء جديد أكثر نضجاً وفعالية يتم توظيفها عبر معاهد الدراسات الاستراتيجية المتعددة .
* والشيء بالشيء يذكر، أذكر أنني قد احتججت في إحدى المرات لدى مدير قناة الجزيرة بالخرطوم على أن قناته في إحدى الحلقات التي تتحدث عن السودان قد وفرت أحد المعارضين السودانيين من لندن وفي المقابل قد نحرت شعارها، (الرأي والرأي الآخر) عندما لم توفر ضيفا من الخرطوم.
* قال لي يومها الأستاذ الكباشي مدير مكتب الخرطوم كل هواتف كوادر الحكومة (خارج الخدمة) وهذه أزمة نكابدها في كل مرة.
* يفترض أن للمؤتمر الوطني (تيم فضائي) يغذي الفضائيات العالمية ويكون متوفراً في كل الأوقات؛ فالمعارك الآن حول العالم تدار عبر هذه المواعين، وبالمناسبة أين معهد دراسات الأستاذ سيد الخطيب؟ أين حصاده بعد هذه السنين؟!
[/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]