أبشر الماحي الصائم

لهذه الأشواق بقية

[JUSTIFY]
لهذه الأشواق بقية

*هنالك زعم يحتمل كثيراً من المصداقية بأن الأحزاب التي استدارت حول طاولة الحوار الوطني، والتي أدارت ظهرها عن هذه الطاولة، كلها مجتمعة ربما لا تساوي أكثر من عشرين بالمائة من جماهير الشعب السوداني، على أن الأغلبية الغالبة هي بالكاد خارج أسوار الأحزاب السودانية.

*ومن هنا نهضت بعض الأصوات التي تنادي (بمفاوضة الشعب السوداني)، غير أن هذه الدعوات في معظمها قد فشلت في تقديم رؤى عملية عن كيفية هذا الحوار الجماهيري، أجندته طاولاته وميادينه.

*مؤسسة الملاذات، الجناح الفكري ترى أن هذا الحوار الجماهيري يفترض أن يتم عبر أدبيات مخاطبة قضايا الجماهير، فما المواطنة إلا مجموعة استحقاقات ومتطلبات، فلئن تمكنت الحكومة من الإيفاء بها استحقت وفاء الشعب.

* لأن الأيام والتجارب قد برهنت على أن رغبات النخب التي تتمثل في الاستحواذ على حظوظ وفيرة من السلطة والثروة، ليست هي رغبة الجماهير التي تتطلع إلى حياة وعيش رغدين كريمين، على أن الساسة في الغالب يركبون على ظهور الجماهير لتوصلهم إلى كراسي السلطة..

*لذلك تجد قادتنا السياسيين التاريخيين هم دائماً على إحدى حالتين اثنتين، أما هم على سدة كراسي السلطة ويتشبثون بها كل الوسائل، وإما أنهم قد فقدوا هذه الكراسي ويعملون بكل ما يملكون ولا يملكن للعودة إلى هذه الكراسي..

*رأيت أن أقول فلنذهب في خارطة الحوار الجماهيري، وذلك بتذليل أمر معاشهم، وتصوروا عي هذا السيناريو..

*أن تلتئم أسرة فقيرة على مائدة فقيرة بعد نهاية يوم مضنٍ، على أن يسرد كل واحد من أفراد الأسرة الطريقة التي عاد بها إلى المنزل في ظل أزمة المواصلات التي تضرب كل أحاء الولاية، قالت البنت الطالبة الجامعية “إن سيارة مدير شرطة الولاية قد أقلتني مع مجموعة من زميلاتي من وسط المدينة إلى شارعنا الرئيس، بحيث كان يركب إلى جانب السائق ضابط بدبابير ومقصات عرفنا بنفسه في نهاية الرحلة.. أنه مدير شرطة الولاية”..

*لكن كان للابن قصة عودة أكثر إثارة، قال إن السيارة التي أقلتني وزملائي من قبالة الجسر كان عليها بيرق، ثم أصر صاحبها إلا أن يدخل معنا إلى داخل الأزقة ليضع كل واحد منا أمام منزله”، هل تصدقوا يقول الابن: “إن هذا الرجل لم يكن إلا معتمد محليتنا”..

*أما رب الأسرة فيقول “إن سيارة تتبع للمؤتمر الوطني لم يكتف صاحبها بتوصيلنا إلى ها هنا، بل لم ينس أن يشتري لي كيس فواكه عندما كان يشتري على قارعة الطريق أغراضاً لأسرته”..

*ثم نقلة قيمية أخرى كان بطلها وزير مالية الخرطوم الذين يسكن إلى جوارهم، بحيث خرج الرجل (بصينية فطوره) يوم الجمعة إلى المسجد الذي يتوسط الحارة، وهو يسقف سنة حسنة بأن يخرج كل بما يملك..

*سادتي هذا (الحوار الجماهيري الذي أعرفه)، بل هو لعمري هو المشروع الحضاري الحقيقي الذي يفترض أن يسود.. ولهذه الأشواق بقية..

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]