شارع الوالي محفّر

*وذلك على طريقة باب (النجار مخلّع)، فالذين يقرأون هذه الزاوية ربما يستدركون بأن هذا هو مقالنا الثالث عن (شارع الوالي) بشرق النيل، بحيث أن الأزمة التي نسعى لتداركها قبل هطول الأمطار التي يصبح فيها هذا الشارع عبارة عن بحيرة مليئة بالمطبات والحفر، هي أن نقوم بعمليات (ردم الحفر) إن لم بمقدورنا تدارك كل هذا الشارع الذي لا يتجاوز الكيلومتر، إذ لا وقت للسفلتة والخريف يطرق أبواب مدينتنا.
* في المقال الفائت استعنت بقصة إحدى جداتنا التي كانت تسكن (بالدايرة)، بحيث لاحظت أن مولانا أحيانا يستخدم (الفاتحة) وأحيانا أخرى يستخدم (التلفون) في مواجهة طلبات الزائرين والمريدين، تقول هذه الجدة إن أمراً ما قد حزمها ذات يوم فاستعانت بمولانا لقضائه، فقال لها مولانا (الفاتحة) فقالت: لا يا مولانا (التلفون)!
* فلمّا شعرت أن مقالاتي لم تحرك آليات المحلية ولا لودرات الشؤون الهندسية لجأت (للتلفون) مستفيداً من واقعة جدتي التي قُضي أمرها على حين مكالمة تلفونية بالجهة المعنية.
* فأدرت أمس الأول الهاتف باتجاه السيد معتمد شرق النيل دكتور عمار حامد، والرجل برغم احتدام مشغولياته هذه الأيام، بحيث أن محليته كانت المحلية رقم واحد بطول محليات السودان وعرضها، وذلك من حيث خسائر الخريف الفائت على أن عملاً كبيراً جداً ينتظره لتكملة شق المصارف وعمل التحوطات اللازمة، وأن الزمن يمضي سريعاً، وبرغم ذلك فإن الرجل كان عند الموعد وعند حسن الظن، وهو يستجيب لهاتفنا.
* التزم الدكتور المعتمد عمار حامد، أمام السلطة الرابعة التي في هذه الحالة هي (صحيفة اليوم التالي) التي أمثلها، التزم بعمل ثلاثة عناصر مهمة تجاه شارع الوالي، أن يكون هو شخصياً الذي يمسك ويتابع هذا الملف، أن يعطيه أولويته القصوى، ثم أن يتصل فوراً بالوزير، بحيث أن الطرق مسؤولية ولايته يضطلع بها وزير الشؤون الهندسية، ولا يملك السيد المعتمد في هذه الحالة إلا أدبيات الطرق عليها.
* ومن جانبي، مؤسسة الملاذات الآمنة، أخذت بنظرية (الطرق على الحديد وهو ساخن)، أن أضاعف من عمليات طرقي على المحلية التي بلغت حتى الآن ثلاثة مقالات ومهاتفتين، ثم في المقابل أن تحول المحلية طرقاتنا وطرقنا إلى الشؤون الهندسية.
* هنالك حكاية تقليدية تراثية تُحكى، بأن الأرض قد احتجت ذات يوم (للوتد) بأنه يطعنها ويشقها دائماً فقال الوتد في مرافعته (ما شفتي الطرق الذي على رأسي)! والشيء بالشيء يذكر، بحيث تمارس علينا طرقات من قبل الرأي العام في هذه المنطقة التي نسكن فيها، وبدورنا نحولها إلى الجهات الحكومية.
* يذكر أن هذا الطريق، طريق الوالي، يستقبل كل المركبات الخاصة والعامة التي تتدفق من تلك المضارب والمدن والأحياء باتجاه جسر الجريفات المنشية.
* سيدي دكتور عمار معتمد شرق النيل، لا أظن أن محليتكم ستحوجني إلى مقال رابع ومهاتفة ثالثة، كما أن هذا بلاغ وبشارة للناس بأن هذا الأمر في يد المعتمد شخصياً.
والله الموفق.