كسر دا في جبر دا!
لي صديقة لطيفة الأفكار متساهلة مع الحياة وايقاع الحياة تؤمن جداً بنظرية «المشايلة» كمنتوج فكري خاص بها ولكنني افسد عليها دوماً نرجسيتها برد الأمر لأساس «دفع الناس لبعضهم بعض» كمفهوم تأصيلي.. صديقتي لا تخشى اي شيء في الدنيا ويملأها الاطمئنان دوماً بأن هناك رحمة وتكافل معنوي ومادي بين أفراد هذا الشعب.. لكنها هذه الايام تبدو محبطة جداً على غير ما اعتدته منها من تفاؤل وانفتاح سألتها مستغربة «مالك ياختي الايام دي حماسك فاتر ووجهك بائس» ردت علي وهموم الدنيا تحل على نافوخها «المرة دي الوضع صعب جد جد.. الظروف المعيشية فالتة والناس انشغلوا في روحهم دي وحلاقيمهم الامروصل المم».. هذه الحالة المحبطة لها أدخلتني في شكك مع نفسي مهمهمة «اذا كان ديل الناس البحبو الفرفرشة والحياة بقوا محبطين كدا ومال الجماعة المن يومهم احباط وزهج وملل يسووا شنو؟!» تداعت أمامي صورة صديقتي وهي في الماضي تنافحنا «يا جماعة باركوها.. كسر دا في جبر دا.. مشايلة دا لدا..» لم أستوعب إنها تخلت عن تفاؤلها الجم وانفتاحها المبسوط مع الأمل وروح التفاؤل.. نعم الحياة صعبة جداً هذه الأيام في ظل إنشغالنا الشديد بتوفير أساس الأساسيات ولكن أن تبدأ مثل هذه الإشراقات ولكن عفواً جملة من تراكمات قد تفسد علي التفاؤل الظهور والإبانة.. فمن أين «مثلاً» لموجوع بالإبتسام والعلاج يبتعد عنه بارتفاع أسعار الدواء بلا ضابط.. من أين لمسحات الرضاء أن ترتسم على الوجوه والجوع الكافر يهزم روح الإنسان في الأبدان.. من أين تبدو اشكال الراحة والنفوس مجهدة متعبة مرهقة.. ومن أراد أن يحس باحباط صديقتي ورهقها هذه الأيام عليه أن يذهب الى مواقف مواصلات الخرطوم ليعرف تماماً إننا حقلاً للاحباط واليأس والتماهي مع الصعوبات والغرق فيها..
فيا صديقتي.. رفقاً بحالك وعطفاً علينا من أن نكون ممن يقعون في طائل «حبط عمله».. عودي إلينا تلك المتفائلة ارسمي وجهاً ملائكياً جميلاً يعشم في الغد ويصفح عن أمل مرتسم.. انظري لنشرات الأخبار وانظري لفاقدي انفسنا لأنك ملهمتنا وصاحبة الدعم السريع لنا.. «حميدة التفاؤل» بتاعنا.
آخرالكلام:
قدر الإمكان أشيعوا الفرح فينا.. إبعثوا روح الأمل ولا تتركوا التفاصيل الباهتة تهزم الحقائق الثابتة ولا تزلزل ثقتنا بقضاء الله واقداره وضرورة حتمية قدرية الايمان بها.. افرحوا.. أمرحوا.. فهناك من لا يجد حتى حق هذا الأوكسجين المتاح في الهواء للإستنشاق «اها سلامتكم.. عافيتكم»
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]