شطحات سودانية جداً
شطحة بالجلكوز
يا أخوانا حكاية (صرصير الوش) الضاربة المستشفيات دي شنو.. الدكتور (صاري وشو).. المساعد الطبي يتأفف.. والممرضة عايزة (تدقك عديييل).. والغفير برة يعيش أبهى أيام عمره وهو يستمتع بعبارات الاستجداء.. (الله يحججك كان مادخلتني والله دقيقتين بس وأجي مارقة).. وهو هائم بنظراته في الأفق متجاوزا كل ما يدور على الأرض تحلف تقول شاعر.. يعني ما كفاية المرض بل لابد من هذه المضادات الحيوية (الجوية) عشان تعرف الله واحد وتاني ما تمرض وتجي هنا.. وإلا فعليك (بالدنانير) تمشي تتعالج في المستشفيات الخاصة (خمسة نجوم) ودي معظمها خدمات فندقية من غير علاج والدكتور بجي ماري ذي (المترو) بقيف مع كل مريض نحو دقيقتين ماعندو زمن راجياهو أكتر من مستشفى وصف عيانين غير العيادة..
بس ده لا يمنع انو ناسنا مرات بزودوها شوية.. يعني مريض واحد بتكون معاهو (كتيبة) مرافقين وكلو واحد شغال تنظير وإفتاء وبيناتهم المريض يبحلق فيهم ذي عادل إمام لما جاهو الأسد.. وفي كثير من الأحيان (العيان) ذاتو مابجيبوه المستشفى إلا يكون خلاص (خارج الشبكة) فاقد سوايل ونواشف.. وفقد المنطق ذاتو.. والجماعة مصرين انو الدكتور لازم يرجعوا ذي ماكان.. والله ماعارفين نلقاها من وين ولا وين..
لكن في النهاية إخوانا الدكاترة ديل لازم (يختوا) في بالهم إنو الطب ده مهنة إنسانية في المقام الأول تتطلب التضحية والإيثار.. وطولة البال طالما كان هو الخيار.. واظنوا الناس (أدتهم) حقهم الأدبي كاملاً بدءاً بـ (الدكاترة ولادة الهنا).. مروراً بـ (دكتور لؤي كشف علي).. انتهاءً ببرنامج الأطفال ولما تكبر عايز تبقى شنو ياشاطر؟.. والإجابة التقليدية المعتادة (دكتوووووور).. ولابد من تحية خاصة للكثير من أطباء بلادي وهم يعملون في ظروف قاسية بالغة التعقيد، ورغم ذلك يبذلون كل طاقاتهم الإنسانية والمهنية.. والتحية لهم أيضاً وهم يمثلون نسبة كبيرة من كل النجاحات العلمية في جميع أنحاء العالم.. حيث نجدهم مقيمين في كل الدنيا إلا داخل السودان! (والليلة وييين انا البي العصر مرورو)!!
تلويح:
ياطبيب أنا ساءلك.. قول لي بكل صراح.. النسيم بيشفيني.. أم بيزيدني جراح؟!
إندياح – صحيفة اليوم التالي