في حينا شاشة!
الحراك الذي أحدثه كأس العالم في الأحياء البعيدة والاحياء العميقة التي في جوفها أرتال من أصناف البشرية الباحثة عن المخارج والمداخل لهذه الحياة يجعلك تتساءل لماذا كل هذا الاهتمام بكرة تتقاذفها الأحذية، بينما قضايا انسانية كبرى لا تجد صدى الاهتمام.. هل نقول أفلح بعض عمال البرازيل بتبني هذا الحراك العمالي المناهض للبذخ والإسراف وفي البرامج هناك أولويات اخرى حتى على مستوى العالم لتكون متبناة.. «صديقتي» التي تعشق الكرة كما الرجال تماماً ت ترى أن اللعب واللهو من أصول الحياة، وتتعمد في ذلك استقراء جوهر أن الحياة لعب ولهو.. الشيء الملفت هو اجتماع شتيت عشاق هذه الكرة في جلسات المشاهدة إن كان ذلك في الدور أو في النوادي أوحتى في بعض الشاشات التي حددت لهذا الغرض.. وبعيداً عن الشاشات التي يلتف حولها عشاق الكرة هذه الأيام.. فإننا بحاجة لإعادة توجيه اهتمام أنفسنا والعالم الى شاشات انسانية صعبة المشاهدة.. تلك المجازر والتفلتات والإحتراب خاصة في وطننا العربي الذي يمارس بعضه الجنون الفارط.. جنون تكاد تذهب معه دول كاملة برسها واسمها.. ليس المطلوب أن يحرم الناس، جميع الناس من بهجة التلاعب بهذه الكرة، ولكن أليس من الممكن أن تكون للعالم أحقية في إشاعة نفس الشعبية لمآسي العالم المنكوب بذات الطريقة دون الإغراق في جزئية واحدة دون سواها.. كل الناس معنيون بثقافة الرياضة وحبها.. فهل يسمح منظمو هذا الكأس لاستصحاب أوجاع العالم ضمن فعاليات المنشط أم أن عمال البرازيل هم من جاءوا بهذه المستحدثة الاجتماعية الواضحة.. بالتأكيد يعد الفوز باستضافة كأس العالم مكسباً لأي بلد لأنها اللحظات الوحيدة التي يجتمع فيها هذا العالم القاسي المجنون في لحظة واحدة على قلب رجل واحد من أجل المشاهدة و«الفرجة».. فقد أدمن العالم الفرجة السالبة، وهو يكملها بذات الإيقاع المترفع عن القضايا الكبرى الى فرعيات قد تكون هامة لكنها ليست بدرجة هذا العشق المجنون.. إذن هيا الى الشاشة الموضوعة في وسط الحي لنشاهد كيف يلعب العالم حين يلعب.
في ذات الاتجاه هناك من لا يعنيهم هذا الكأس في شيء.. إن لعبت دول كبرى أو صغرى لإحساس دفين لديهم بعدم جدوى فكرة التسابق في الحياة، ذلك لأنهم منهزمون بظروفهم وسطوة بؤسهم ورداءة أوضاعهم تماماً كما يرى الأمر الآن بعض العمال في البلد المنظمة لهذا الكأس.. إنه خروج جديد من أجل تحجيم جنون الكرة الذي أصبح مشهوداً في كل الدول والبلاد.. وربما هو سلاح للتلاهي والتشاغل العالمي عن عالمية الأزمات، ونزوح البشر ولجوءهم وفرارهم في الارض.. «أها كيف يا ناس نيمار».. قووون…
آخر الكلام:
يتواصل الإهتمام بالكأس والمنافسة.. وتجد اي شاشة حقها في الالتفاف حولها.. وهي احتفائية عالمية اختلف الناس حولها أو اتفقوا هي لعبة شعبية عالمية يعشقها الناس بجنون فارط وزائد وهي المجال الوحيد الذي يمكن أن يكون عليه اجماع غالبية اهل العالم اذن هي الكونية الجديدة..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]