يحدث غداً في السودان
< .. والحزب الأخير الذي تجري صناعته الآن هو حزب الشيعة. < وعام (2008) بروفيسور (...) يتلقى دعوة خارجية.. والأستاذ سيد أحمد خليفة يتلقى دعوة مماثلة. < وهناك.. وبعد استقبال رئاسي تحدثهم الدولة المعنية أنها تريد حزباً في السودان. < .. ويعرضون على البروفيسور ما يشاء. < ويعرضون نقل مقر ضخم للشيعة في تنزانيا إلى السودان.. ليقوده البروفيسور. < .. قالوا: اجعله مركزاً للأبحاث.. الاسم لا يهم.. والرجل ينحني للإمام ويقول : في مركز الأبحاث هذا.. هل يمكن إقامة نقد صريح لكتابات الشيعة؟ < ورفضوا. < والأستاذ سيد أحمد خليفة يرحمه الله يعرضون عليه تخصيص صحيفته للدعوة للشيعة. < ويعرضون عليه ما يشاء. < ويرشحون فلاناً وفلاناً للعمل معه. < .. وهناك عند استعراضهم للصحافيين الذين يمكن تجنيدهم يأتي اسم إسحق فضل الله. < والمتحدث الشيعي ينفض أنفه.. في إشارة إلى أن الرجل /إسحق فضل الله/ لا يصلح لأنه سني متعصب للحكومة. < .. والغضب يجعل الأستاذ سيد أحمد يهمس للبروفيسور بعد الاجتماع ليقول : الناس ديل عايزين يجندونا ضد أهلنا؟؟ < لعل الحادثة جعلت الأستاذ سيد أحمد بعدها يتجه إلى الدين بقوة.. حتى مماته. < كانت هذه هي قصة الحزب الأخير في السودان. < .. والإحصائية الأخيرة عن الأحزاب في السودان تجد أن : حزب الأمة .. هو الآن (أحزاب) الأمة، ستة أحزاب. < والقومي منها تتنازعه سبع جهات مقتتلة. < .. والشيوعي. < والبعث أربعة أحزاب.. < .. والطرفة التي يطلقها البعث ذاته عن عضويته كانت تقول إنه الحزب الذي يستطيع أن يعقد جمعيته العمومية داخل عربة هايس. < كان هذا قبل أن ينشق إلى أربعة أحزاب. < .. و.. و.. (2) < والأمة ينتظر انشقاقاً جديداً مثيراً. < والأسبوع الأسبق = تقول الأحاديث = يجتمع ابن الصادق المهدي مع والده زعيم الحزب ليتحدث عن أن : السيد الصادق المهدي زعيم الحزب قد آن له أن يستريح.. وتصبح القيادة للابن الشاب. < .. و.. و.. < .. والأنس في جلسة الأنس بين بعض القادة يقدم ملاحظته الحزينة عن أن من كانوا في استقبال الصادق المهدي.. مائة شخص.. نصفهم من الصحافيين .. والنصف الآخر من الأمن.. والنصف الثالث من المحبين. < وأنس آخر يقول إن الصادق المهدي يجد أن حزب الأمة العتيق لا تستطيع امرأة = مريم الصادق = قيادته. < .. وشيء يبدأ في أحد أحزاب الأمة. < .. ومن الأحزاب الشعبي.. < والشعبي الذي ينظر بعيون مفتوحة إلى عضويته يجد = مثل الشيوعي = أنه نسخة من البعث. < والشيوعي والشعبي كلاهما يستخدم قوة التخطيط لتعويض فقر الشعبية. (3) < واليسار يرفض الحوار لأن الشيوعي بالتجربة الطويلة = يجد أن الحوار يعني الانتخابات.. وأنه = الشيوعي = لم يكسب الانتخابات في عمره الطويل. < والشيوعي يكتفي بالدخول في (معدة) الأحزاب لقيادتها. < والشيوعي يسجل نجاحاً مدهشاً ما بين النميري مروراً بحكومة الصادق والميرغني والجنوب و.. < والترابي يجد أن قواعده في غرب السودان = بعد أن فقد الأمة قواعده هناك. < وأن الأمة يبتعد خطوتين عن الحوار.. < وأن الترابي يستطيع أن يجعلها ثلاثة.. بعدها الأمة يجد نفسه في دار الشعبي.. وهناك بقايا المعارضة. < وهناك.. الزعيم الوحيد للقيادة هو الترابي وحده. < والترابي يجد أن لقاء هؤلاء ضد الوطني يجعل القتال يتكافأ. < لكن الترابي يجد كذلك أن ثقل المعارضة الآن يميل إلى الحوار. (4) < والمشهد ما بين طهران وأم درمان ينتهي إلى أن من يعرف السودانيين هو وحده من يقود. < والإحصائية تجد أن إيران البعيدة والصادق المهدي والأحزاب.. كلهم يجهل السودانيين. < وأن مواطنين يعرفون. < وأول التسعينيات لما كان الصادق المهدي يذهب إلى المعارضة المسلحة للإنقاذ.. كان رجلاً مثل الأمين الشيخ مصطفى الأمين يستقبل الترابي. < الترابي كان يطلب من الرجل الثري دعم منظمة الشهيد. < والرجل الذي يعرف السودانيين يبذل مليوناً ونصف المليون دولار. < ومثير أن بيع السفن السودانية الآن هو ما يعيد الحكاية فالأستاذ الأمين الشيخ هذا كان بعدها يدخل على البشير إثر احتجاز السفن السودانية في هامبورج ليقدم للبشير عشرة ملايين دولار لإعادة السفن. < الأمين من أقطاب حزب الأمة. < لكنه يعرف أن هدم الإنقاذ شيء.. وهدم الوطن شيء آخر. < أحزاب وحوار وشخصيات وأحداث تزدحم الآن كلها .. وحديث يحتاج إلى حديث طويل. [/SIZE][/JUSTIFY]آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]