دخلني تشكيلتك!
الانحدار يأخذ بعده اللفظي ويتوغل في عمق المفردة الغنائية معنىً ومبنىً.. وتذهب الكلمات الجميلة ذات التعبيرات إلى ما بعد ووراء الحواجز التي هي «الفلترة» أو المرشح الذي ينقيها من بعض إسفاف وضحالة وتجريدية (بايخة).. وحليل زمن الغناء الجميل «لحظك الجراح..» و«من الأسكلة وحلا..» .. «يا طرير الشباب..».. والانهزام أمام الأغنيات «الخفيفة اللفيفة».. «اضربني بمسدسك واملاني رصاص» ثقافة احترابية موغلة في السخافة أو «راجل المرا دا حلو حلا» في ظل اختلال إعداد المقبليين على الزواج من الشباب على خلفيات الظروف الاقتصادية الصعبة بعد أن يصبح «راجل المرا» ميسور الحال وقادر على اجترار وتكرار التجارب.. وأخيراً مفردات للأغاني لا تستطيع لأي جانب تصنفها مثل الأغنية التي تحاصر بعض المركبات العامة ويتغنى فيها الفنان:
دخلني تشكيلتك ما تسيبني في الكنبة
بلعب ليك جوكر عشان تكسب اللعبة
طاوعني ما تكابر وتعمل فيها شاطر
بلعب باص وخانة وبيك أنا ما بخاطر
خليك زول محايد وقلبي أنا ليك رايد
لا بتعب وأقيف لا بدخل الأوف سايد
ما تطفي لي ناري أنا لاعب مهاري
بعرف كيف أراوغ ما بشوتها ضفاري
أديني بس فرصة إنشاء الله نص حصة
أنا بخلص الفارق لا دراما لا قصة
٭ مروة مقطوعة:
لم تجد «البنية» بداً من الوقوف لتجلس تلك «العجوز» التي لا قبل لها بهزهزة «البص» وتدافع الركاب.. ولكن الدهشة التي تخطت رؤيتها للأولاد الشباب وهم ينظرون بلا مبالاة للحاجة وهي تكاد تتحرج.. ازدادت عندما فضلت القيام من مقعدها لتجلس الحاجة.. لكن الشاب المفتول أبو شعر مسبسب اغتنم الفرصة وجلس فجأة قبل أن تصل العجوزة للمقعد.. ولكن الدهشة التي ألجمتها عندما فاصحها هذا الشاب وهي تزجره (أنا أساساً قمت للحاجة ماليك انت) (يا زولة دي مواصلات عامة البيلقى يقعد يقعد.. وهي الحاجة وقت ما لاقية ليها كرسي فاضي راكبة ليه؟) (يا زول انت ما عندك دم ولا شنو)… والأصل أن حجم المروة في اضمحلال..
٭ خوة مافي:
يحضر أو يغيب لا أحد يفقده.. هكذا بدت بعض العلاقات في العمل أكثر هشاشة.. عندما دخل المكتب فاجأها بسلام بارد.. فردت عليه «مالو سلامك ميتان كدا؟» رد عليها «انتي عارفة حاجة أنا لي كم يوم من الشغل؟؟؟ الشيء ما بتفقدوا الزول المعاكم ومشاركم صحن البوش والفتة..».. «هي والله قايلاك ما خد إجازة..» … «إجازة شنو أنا كنت عيان موسد السرير.. التلفون دا ما بتعرفوا تتصلوا منه.. حكايتكم حكاية.. وعشرتكم زي عشرة القطر تنتهي بنهاية الرحلة»..
٭ آخرالكلام: جفاف المشاعر يولد جفاف الكلمة والعبارة والمفردة، لاغرو أن يصبح (غنانا) بهذه السطحية والسذاجة ما دامت الأعماق توغل في الجفاف والنشاف.. بس طلب آخير «دخلني تشكيلتك وماتسيبني في الكنبة»..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]