أغراض شخصية
* سمها إن شئت أسبابا.. أهدافا.. مرامي.. دوافع.. متطلبات.. وغيرها من الأسماء التي تفسر المعنى المراد به.. كونها كل ما يجعلنا نمضي قدما في أمر ما ونجتهد في إنفاذه.
كل ما نقوم به في حياتنا لابد أن نكون مدفوعين له بشكل أو بآخر.. إنجازاتنا.. إخفاقاتنا.. شكل علاقاتنا الإنسانية.. شؤوننا الدراسية والمهنية.. أسلوبنا في التفكير والعمل والحياة.. وحتى مؤامراتنا التي نحيكها وشرورنا التي تطفو على سطح الأحداث في أيامنا.
المغامرة لها دافع.. والنجاح له دافع.. والثورة لها دافع.. والحب له دافع.. والكراهية لها دافع.. الالتزام والقناعة والرضا والتوبة لها دوافع.. الشيء الوحيد الذي لم أفهم دافعه هو الأذى والفتنة.
لا تقولوا لي إن الدافع قد يكون الخلاف.. أو الحسد.. أو الرغبة في الانتقام.. فأحيانا يعمد البعض لإثارة الفتن.. و(القص).. وتصديع العلاقات العاطفية والمهنية بين الناس دون أي دافع أو مبرر.. إذ لا مصلحة مرجوة تتحقق له من وراء اجتهاده الكبير في إنفاذ تلك المخططات الشريرة التي ربما تسيطر عليه دون إرادة منه.
هل هو نوع من المرض؟.. إن كان كذلك، فأنه حسب الوقائع – على أيامنا هذه قد استشرى وبلغ حد الوباء.
*حين يقوم أحدهم بابتكار الوسائل القذرة لإقصاء آخر عن ترقية قريبة أو لتغيير انطباع رؤسائه الإيجابي عنه أو تشويه سمعته الوظيفية دون أن يكون ممن تتعارض مصالحه الخاصة مع ذلك الآخر.. فإن الأمر لا محالة يستحق الوقوف والتروي والاجتثاث.
وحين يعمد آخر للتفريق بين قلبين متحابين أو شريكي حياة تمضي بهما الأيام في مؤانسة وانسجام واحترام وهو يعلم تمام العلم أنه لن يكون يوما في مقام أحدهما لدى الآخر.. فيكون هدفه التفريق من باب التفريق ليس إلا.. دون وازع ولا ضمير فإن الأمر يستحق أكثر من التمحيص والتصدي والتفكير في حلول اجتماعية ناجعة للتخلص من هذه الجرثومة التي تسبب الفراق والأسى والحسرة والندم حيث لا ينفع.. وبعد أن يكتشف الاثنان أنهما كانا ضحية مؤامرة دنيئة من إنسان مريض استغل طيبتهما وجعلهما يتهوران ويقطعان الحبل الوطيد الذي يربطهما دون تفكير أو تروٍ ولدواعي الشك والغيرة وسوء الظن.
بالمقابل.. بعض الدوافع النبيلة تعيد لحياتنا بريقها وجمالها.. نادرون جدا هم من يملكون نوايا طيبة تجاه الشخوص والأشياء والوطن.
هل توقفت يوما لتفهم دوافعك الخاصة تجاه أي عمل تقوم به؟.. هل تأنيت وبحثت مع ذاتك أهدافها وأغراضها.؟
لماذا يقبل أحدهم منصبا قياديا بارزا ويتولى أعباءا ولائية أو وزارية أو حكومية عن طيب خاطر وبحماس شديد؟.. هل تكون دوافعه حينها مصلحة المواطن والوطن؟.. أم السلطة والجاه والهيلمان والشهرة؟.. وهل يدرك حجم المسؤولية الحقيقية المتعلقة بوظيفته السامية خلاف السيارات الفارهة ونثريات السفريات وربطات العنق الفاخرة التي تفتقر في أحايين كثيرة لأدنى مسحة من الأناقة.؟!!
إن الله خلق كل شيء بقدر.. وجعل لكل شيء سببا.. وأتم علينا نعمة الإسلام وتمم مكارم الأخلاق وهدانا النجدين.. وترك لنا اختيار الدوافع والأهداف ولكنه مطلع على كل شيء.. ولا ينام.. وهو حسبنا بما فعل السفهاء منا.!!
*تلويح:
كم كانت دوافعي نبيلة حين تنازلت لك عن قلبي.. ولكن أجندتك الموقرة كانت ذات صبغة إسرائيلية.!!
إندياح – صحيفة اليوم التالي