مخبز أم عزيز اليمنية
يحكى أن القصة المتناقلة عن السيدة اليمنية أم عزيز، صاحبة المخبز، قد تبدو لدى البعض واحدة من ضمن الحكايات الهامشية والتخديرية التي لا تعالج في المحصلة النهائية الإشكالات (المعيشية) العميقة التي يعاني منها سكان اليمن أو السودان أو أي واحدة من الدول التي تشبههما، باعتبار أن هذه الإشكالات أكبر من أن تحل بواسطة المبادرات الفردية، لكونها تعود في الأساس لما هو أعمق من ذلك، وهو التدهور الاقتصادي (الأشمل) الذي تعاني منه مثل هذه الدول.
بيد أن القصة رغم ذلك تصلح لإيصال رسالة إلى كثير من الأثرياء ورجال الأعمال الوطنيين وغير الوطنيين حتى من أغنياء زمن الغفلة.
قال الراوي: وتتلخص حكاية المخبز التي نقلها “مقطع عن فضائية يمنية كشف قصة (أم عزيز) التي بدأت مشروعها بعد تأثرها بأسرة باتت جائعة، فقامت هي وأخواتها من فاعلات الخير بإنشاء مخبز آلي لتوزيع الخبز بالمجان على 500 أسرة فقيرة من الأيتام والأرامل والمعاقين وأصحاب الأمراض المزمنة، في أحد أحياء العاصمة صنعاء”.
هذا تلخيص مبسط للقصة أخذا عن موقع إخباري إلكتروني، ومن الواضح أن السيدة أم عزيز من النساء الثريات في اليمن، وأنها أحست بعد تجربة بالمعاناة المعيشية التي يعيشها بعض جيرانها وأهالي حيها فقررت مساعدتهم ومعاونتهم.
قال الراوي: الذي استوقف الناس وجعل من هذه القصة إحدى القصص المنتشرة خلال هذه الأيام، هو أن هذه السيدة بدلا عن أن تقدم “الخبز” لأسرة أو اثنتين، وبصورة خاصة، عمدت إلى إنشاء مخبز بالكامل يقدم الخبز للفقراء والمحتاجين مجانا، مما يحسب دينيا في إطار الصدقة الجارية، واجتماعيا في إطار التكافل المجتمعي المتجاوز للحلول البيروقراطية التي ينتظر تحققها من قبل الحكومة وأفرعها الرسمية.. هذا ما فكرت فيه أم عزيز وطبقته.
قال الراوي: ما يعنينا هنا، أن هذه القصة المعبرة تصلح تماما كرسالة نوجهها لمئات المليارديرات الذين باتوا يستحوذون على كل شيء في أرض السودان، تاركين الفتات وغبش الحياة للأغلبية العظمى من أبناء هذا الشعب الصابر، فيا أيها الأثرياء بارك لكم الله في ثرواتكم الضخمة؛ لكن بإمكانكم وبالقليل مما تملكون أن تدشنوا مبادرات مثل هذه، وأن تخففوا قليلا على أبناء “حلتكم، قريتكم، مدينتكم، إخوتكم في هذه الأرض”.
ختم الراوي قال: نعم هذه ليست مسؤوليتكم بحسب الفهم العام لكنكم يمكن أن تحققوا الكثير لو بادرتم بما يشبه ما فعلته العظيمة اليمنية أم عزيز!
استدرك الراوي؛ قال: كله إلى زوال، فاترك الذكرى الحسنة وما يشيع المحبة بين الناس.
أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي