مصطفى أبو العزائم

متى يا سادتي ننجح ..؟

[JUSTIFY]
متى يا سادتي ننجح ..؟

السؤال أعلاه موجه إلى قيادات هذا الوطن وزعمائه، وكبرائه ورموزه في مجالات العمل السياسي والعام وللعاملين في مجالات الدعوة والارشاد، وأهل الصحافة والمفكرين وقيادات منظمات المجتمع المدني، وقيادات الشرائح والفئات وكل من قيض الله له أن يكون على رأس عمل ما يؤثر على حياة الآخرين.

والنجاح المقصود هو نجاحنا كشعب متعدد الأعراق في التعايش والاعتراف بالآخر وإفساح المجال للجميع حتى يتنافسوا من أجل وطن عظيم أو كما قال شاعر الشعب الراحل محجوب شريف (وطن شامخ وطن عاتي.. وطن خيّر ديمقراطي).. والنجاح لن يجيء من فراغ، وقد جلسنا لأكثر من إمتحان واختبار، لكننا- وللأسف الشديد- لم ننجح في أن نوحد إرادتنا الوطنية، ولا أن نحدد هويتنا السودانية الجامعة، كما لم ننجح في إطفاء نيران الحروب المتفرقة، بل إن بعضنا كان يشعلها دون أن تهمه النتائج.

نعم.. لم ننجح في كل ذلك رغم مرور ما يقرب الستين عاماً على إستقلال بلادنا، وأصبحت صورة إخفاقاتنا في كل منظماتنا السياسية والفكرية والمجتمعية مدعاة لأن نصف خصومنا بالفشل، رغم أن ذلك الفشل يتقاسمه الجميع، لأنهم السبب الأول والأخير فيه.

لقد فشلنا حتى في الإمساك بوطننا الواحد، فإنقسم، وفشلنا لأسباب ضيق الأفق السياسي لدى الكثيرين، فشلنا في أن نتفق على حدود ونقاط إرتكاز مشتركة، تصبح منصة للانطلاق الحر من أجل النهوض ببلاد غنية وذاخرة بكل ما يؤهلها لأن تصبح دولة عظمى، لكننا تركنا التنمية وإنصرفنا إلى ميادين الصراع من أجل السلطة.

فرصة السودانيين (الأخيرة) هي (الحوار) والجلوس إلى مائدة مستديرة نطرح عليها كل أزماتنا وخلافاتنا، ونشترك جميعاً في البحث عن حلول لها، وأن (نقصي) ذواتنا ساعة الحوار، و (نبعد) مصالحنا الحزبية والشخصية الضيقة عن قاعات التحاور، وأن نخلص النوايا حتى يمكننا الله سبحانه وتعالى من إجتياز هذه العقبات التي صنعناها بايدينا.

وللأسف الشديد هناك مطلوبات لا تتوفر لقيام أنظمة ديمقراطية تنافسية، ومن أهمها فهم السلوك والممارسة الديمقراطية داخل أحزابنا، وقوة تلك الأحزاب وتأثيرها على الشارع، وقوتها الاقتصادية التي تدعم قوة الاقتصاد الكلي للبلاد، ومحاولات الكثيرين منا لتجاوز حكم القانون.

الحوار هو فرصتنا الحقيقية لأن نتفق على أسس ديمقراطية جديدة، ركائز ترتفع بنا نحو الديمقراطية التوافقية التي تضمن التمثيل الحقيقي للجميع مهما كانت أوزانهم السياسية، وقد حاول القائمون بالأمر معالجة هذه القضية من خلال التعديلات الأخيرة التي أجريت على قانون الانتخابات .. ومع ذلك أخذ البعض يحاكم النوايا ولم يعترف بـ(الظاهر).

هذه دعوة جديدة للممتنعين بأن يفتحوا أبواب القاعات، ويدخلوا مع الداخلين وتبدأ حواراتهم مع القوى الأخرى، لأنه إذا لم يتم إتفاق نهائي على شيء ما، فإنهم لن يخسروا شيئاً.. لكن السودان سيخسر.

هيا.. قوموا إلى حواركم يرحمكم الله.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]

تعليق واحد

  1. هذا كلام إنشائى فقط وفارغ المضمون حيث ان عقلية كل السودانيين لا مساحة فيها لتقبل الرأى الاخر و لا حتى بالإعتراف بحق الاخر فى الوجود و لا بحقه فى الحياة. وهذا شىء واضح و لا يحتلج إلى دليل أو برهان و الأمثلة عل ذلك كثيرة و لا مجال لسردها فى هذا المكان.و كاتب المقال يعرف ذلك جيدا.
    كل المشكلة يا صديقى ترجع إلى الاسلوب الخاطىء المتنع فى تربية الطفل لدينا. المعرف أن اكبر مستبد واكبر أنانى هو الطفل وتربيتنا لأطفالنا ترسخ وتثبت الإستبداد و الأنانية بدلا من أقتلاع هاتين الصفتين الذميمتين من عقليته. فنحن بتعاملنا معه بالتدليل وتلبية كل رغباته و عدم تهذيبه و ترسيخ المفاهيم مثل إحترام الاخر وكيف يطلب الأشياء وكيف يشكر وكيف يعتذر إذا أخطأ الى اخر السلوكيات الحضارية. التربية الخاطئة للطفل هى التى أنتجت عقليه ألحس كوعك ودا بعدك و عشم إبليس فى الجنة و الزارعنا يجى يقلعنا و نحن جبناها بالقوة و الدايرها يجى يقلعها بالقوة إلى اخر مفردات الإستبداد و الأنانية المفرطة التى هى نتاج التربية الخاطئة للطفل.
    ليس هنالك مجال يا صديقى لحوار حيث لا احد يعترف للاخر بالحق حتى فى الجباة نفسها ناهيك عن الأفكار و المفاهيم.يا صديقى هذه حالة ميؤس منها ليس فى السودان وحده بل فى كل سائر البلاد العربية حيث ان اسلوب تربية الطفل هو نفسه. و مايحدث فى العام العربى بدون ذكر للبلدان يؤكد دلك.