منصور الصويم

رحيلك محزن يا عبد الباقي


[JUSTIFY]
رحيلك محزن يا عبد الباقي

يحكى أن خبر رحيل الشاعر والكاتب الأديب عبدالباقي عبدالله، أدخلني في حالة من الحزن العميق بعد أن وصلني عن طريق “فيس بوك”، أو بالأحرى حين قرأته مصادفة خلال تصفحي المعتاد للموقع.. وجدت “بوست” النعي مرا وحارقا وبكلمات باكية في صفحة الصديق الكاتب والقاص عثمان أحمد حسن، قريب الشاعر الراحل وصديقه، وقتها سألت عثمان، إن كان المقصود هو صديقنا المشترك عبدالباقي، فأكد لي الخبر، ورفع من منسوب أحزاني وآلامي..

رحل عبدالباقي، هكذا، في صمت وبعيدا عن الأضواء، مثلما كان يحيا ويبدع وينشر الفرح والمحبة حوله أينما حل، بوجهه ذي الابتسامة المشعة دوما، وبعده عن الخوض في ما لا يعنيه، وغوصه العميق في كل ما هو أدبي وشعري وجمالي.

قال الراوي: قبل يومين أو ثلاثة من سماعي نبأ رحيل الصديق عبدالباقي، كنت أحدث أحد الأصدقاء عنه، صديق لا علاقة له بالشعر أو الأدب، لكن الموضوع كان يدور حول العمل والوظيفة والخيارات التي يمكن أن يوجدها الفرد لنفسه، وتحقق له إنسانيته وتقيه سؤال الآخرين وضيق الحياة، لاسيما إن كان ممن لهم علاقة بالإبداع والكتابة غير المرحب بهما وظيفيا وربما مجتمعيا.. قلت له، إن أكثر تجربة أبهرتني، تعود لصديق يكتب أجمل الأشعار وأبهى المقالات الأدبية، حين ضاقت به الوظيفة وفرص العمل ترك كل شيء واتجه إلى البناء، بدءا من عامل إلى أن وصل مرحلة معلم، وفي مرات مقاول يشرف على بناء بيت أو اثنين.. كنت أحدثه عن عبدالباقي، الذي كان يعجن المونة بيد ويبدع القصيدة باليد الأخرى.

قال الراوي: نشر الراحل عبدالباقي، الكثير من القصائد الشعرية البهية، والمقالات الثقافية والحوارات والدراسات النقدية، في الملاحق الثقافية بالصحف. الشاعر المهاجر الصادق الرضي، كان يحتفي به وبنشر أشعاره بشكل خاص، المحرر الثقافي مصعب محمد علي، كان أول من اكتشف القدرات الكتابية الهائلة لعبدالباقي، بعيدا عن الشعر المحض، وفي دائرة الشعرية الجمالية؛ للمقال، أو الحوار، أو البروفايل. أفرد مصعب قبل ثلاثة أعوام تقريبا مساحة ثابتة لعبدالباقي في الملحق الثقافي لصحيفة الوطن، مساحة أغنت الصحيفة، والكتابة الثقافية وأمتعت كل من تابعها.. رحيلك محزن يا (باقي).

ختم الراوي؛ قال: مع عثمان، وأحمد أبو حازم، وأصدقاء آخرين؛ نتمنى أن تجد أعمالك الشعرية طريقها إلى النشر أيها الشاعر الشفيف.

استدرك الراوي؛ قال: ارقد بسلام، يا صديقي الجميل.
[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي