تصدير الموية المافي
حوِّلوا ملف مياه الخرطوم إلى رئاسة الجمهورية لتشرف عليه مباشرة بواسطة النائب الأول الفريق بكري حسن صالح، فولاية الخرطوم أثبتت فشلها في كل ملفات الخدمات.. والمواطن الذي يمكن أن يتحمل فشلها وتجريبها المستمر في الملفات الأخرى مثل مواقف المواصلات وغيرها من قضايا الخدمات، ليس بمقدور هذا المواطن أن يتحمل العطش والفشل المزمن في توفير المياه الصالحة للشرب وأن يتحمل فقر الأفكار والتخبط المستمر مهما ضاعفت الولاية من إعلامها للاشيء ولا إنجاز.. و(السوَّاي مو حدَّاث) .
فكرة تمويل ميزانية هيئة المياه عبر تصدير المياه النقية، ليس من الحكمة أن تشرع الولاية في هذا المشروع قبل أن ينعم مواطن الخرطوم بالإمداد المائي ويكتفي هو أولاً .
لا تقدموا على مثل هذا المشروع مراعاة لمشاعر المواطن حين يجعل جودة الله مياه هيئته مثل (ضل الدليب) ..
إن عدم مراعاة مشاعر الناس بخلق مثل هذه المفارقات أمر غير مقبول نفسياً بالنسبة لمواطن ظل يصبر على فشلكم وتجريبكم وتخبطكم حتى توفروا له إمداداً مائياً كأبسط خدمة يجب أن تلتزم الدولة بتوفيرها للمواطن .
وحين تعبئون قارورات مياه النيل داخل مصانع المياه في مدن العطشى لتسقوا بها الآخرين، فإن الأمر مستفز ويجب أن تنتبهوا إلى أنكم بهذا الفعل ستدهسون بعجلات شاحنة التصدير ذلك المثل السوداني الأصيل (الزيت لو ما كفى البيت يحرم على الجيران)..
وكلمة (يحرم) هذه الواردة في المقولة السودانية المعروفة والتي تربينا عليها هي كلمة قاطعة تؤكد أن التفكير في تصدير مياه النيل قبل توفيرها للمواطن هو أمر مرفوض وبشكل قاطع من الجميع بلا أية محاولات للفلسفة و(الكلام الممجوج).
مثل هذه المفارقات كانت قد تسببت كثيراً في إضعاف انتماء المواطنين الوطني وإحساسهم بجدوى وأهمية ومعنى التصدير بشكل عام حين ظلوا يجدون في الخارج سعر الوقود المستورد من السودان أقل من سعر الوقود في السودان وكذلك سكر كنانة الذي كانت تتم عملية إعادة تهريبه للسودان من ليبيا وبعض دول الجوار بسعر أقل من سعره في السودان لأن تلك الدول تقوم بدعمه وتخفيض سعره لمواطنها.. وكذا اللحوم السودانية المتوفرة في الكثير من دول الجوار بفارق خرافي في السعر ..
لكن المياه لا تحتمل.. إنها ستضرب إحساسنا بالانتماء للوطن في مقتل..
نقترح بكل جدية أن تسحب رئاسة الجمهورية ملف مياه الخرطوم من تحت يد حكومة الولاية وتشرع هي بخيال أوسع وخيارات عملية في إسعاف الوضع الذي لا يقل أهمية عن كل قضايا الأمن القومي والقضايا الاستراتيجية المهمة في البلاد .
فالخرطوم يسكنها الملايين من المواطنين وتلك الأحياء الشعبية التي تعاني العطش، هي أكثر أحياء ومدن العاصمة اكتظاظاً بالسكان، والوضع لا ينتظر ..
شوكة الكرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
منو القاليك ان الهيئة دايرة تصدر الموية عشان تزيد ميزانيتها؟؟؟ده مشروع لشخص ما ليزداد غني تحت رعاية وحماية الحكومة . لو علي الميزانية المفروض انك تتحداهم انهم ينشروا فقط رقمين منها الايرادات والمنصرفات .