تحية للشرطة الحقيقية
في نفوس السودانيين احترام ومهابة للمنتمين لقطاعات القوات المختلفة النظامية.. يكفي فقط مرور بعضهم في طور التدريب وهم يرددون الجلالات وسط العامة «لتتكلب شعرة جلد هؤلاء العامة بهم اعزازاً وفخاراً».. استوقفني خبر في الأيام الفائتة بصحيفة «المجهر السياسي» جاء منشيته الداخلي «رجل مرور مزيف ينظم حركة السيارات بالخرطوم!!» وفي متنه أن شرطة الخرطوم شمال أوقفت شاباً قيد التحقيق لانتحاله صفة شرطي مرور وقد تم بلاغ في مواجهته.. بالتأكيد الانتحال والتزييف من الجرائم التي تحدث في كل الدول في عالمنا الثالث وكل العوالم الأخرى.. من قبل شاهدت بأم عيني رجل في أحد الاسواق العاصمية المشهورة ينتحل صفة شرطي ويبتز المتسوقين.. من أول لحظة ادركت ان الشرطة بريئة منه كمنسوب.. سادتي مثل هذه الحوادث تدعو لأن يكون للمواطن حق التثبت من أن الذي أمامه شرطي حقيقي غير مزيف.. «صديقتي» عندما قرأت عليها الخبر ضحكت وتجادلت معي في تقدير فكرة استغلال هذا الماكر لصفة شرطي مرور مؤكدة أنه حقق نسب عالية من المخالفات بأرانيك كثيرة مزيفة.. وقد قالت لي «بالتأكيد دا الهدف الاساسي الذي من اجله سيكون قد عمل هذا الشرطي المزيف».. ذات الكلام يعود بي إلى الوراء لتذكر كلمات كانت دائمات في فم احد رفقاء الدراسة الجامعية «حسن الظن ورطة وسوء الظن منجاة» ونحن على عموميتنا السودانية طيبون في الاحتفاء كما قلت بهؤلاء النظاميين.. بالتأكيد في كل موقع هناك الصالح وهناك الطالح والنماذج المستقبحة دائماً حسب أمثالنا مضرة لأنها بفقه أمثالنا الشعبية «الشر يعم والخير يخص».. لا نقدح في حق أحد بقدر ما ننبه لخطورة مثل هذه الجرائم التي بالتأكيد تهز الصورة الذهنية لقواتنا المهمة التي هي دائماً عين تحرسنا وتحافظ علينا.. ثم انطلاء مثل هذه الاحتيالات تخلق مستقبلاً غير زاهي لطبيعة تعامل المواطن مع النظامي لانه يشك فيه ألف مرة بل يتوسع عنده الحيز النفسي بأن الذي أمامه ربما خيال مآتة..
من اجل هذا الإحترام الممتد عبر الأجيال لكافة أنواع القوات.. نتمنى أن لا يمر الامر مرور الكرام.. فلتتثبت الشرطة في دورياتها وفي مرورها وارتكازها من أفرادها ومنسوبيها حتى لا يستغل اسمها في جرائم أكبر.. فليكن من حق المواطن إن عجزت السلطات التي عليها الواجب أن تتحقق من هوية النظامي ان يكون حقه المطالبة اثبات الهوية النظامية.
٭ آخر الكلام :-بعض الجرائم هي دلائل على خلل ما.. وبعض النار من مستصغر الشرر.. «ابقوا الصمود ما تبقوا زيف» حيث يضرب الهرج والمرج أطناباً في مواقع كثيرة لكن من غير المعقول المواقع الحساسة مثل القوات النظامية التي لها حق المهابة والاحترام.. وآهـ يا بلد.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]