10 مليووون؟

بينما كان العبدلله يقوم بمطالعة صحف الأمس لفت إنتباهه خبراً بصحيفة السوداني يقول (صرح مساعد رئيس الجمهورية بروفيسور إبراهيم غندور نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب صرح لدى مخاطبته مؤتمر اللجنة التحضيرية العليا للبناء التنظيمي لمحلية كرري أن حزبه أكمل مؤتمرات الأساس بكل ولايات السودان وحضرها أكتر من 6 ملايين شخص مشيراً إلى أن عضوية المؤتمر الوطني بلغت أكثر من 10 ملايين شخص)
وبما أن العبد لله لم يكن حضوراً لذلك اللقاء حتى يتسنى له معرفة إن كان (البروف غندور) قد كان مرتجلاً لذلك الخطاب أم أنه كان يقرأ من ورقة معدة سلفاً إلا أن العبدلله يرجح فكرة الورقة فهى الوحيدة التى يمكن أن يلتبس على المرء قراءة (الأصفار) فيها فينقص أو يزيد فيها !
ما أن قرأ العبدلله تصريح (البروف) حتى هتف فى داخله :
– معقوله هسه لو قلنا عددنا أربعين مليون معناتو كل أربعة تنفار فيهم زول واحد حزب مؤتمر وطنى؟ بدأ العبدلله بسؤال نفسه إن كان (مؤتمر وطنى) حتى جاءته الإجابة : إنت جنيت يا زول ؟ معقوله تكون مؤتمر وطني ومن يوم خمسه في الشهر عدمان التعريفه؟
ثم عرج العبدلله على أسرته الصغيرة .. ثم الكبيرة .. متوقعاً أن يجد بين كل أربعه اشخاص شخص (مؤتمر وطنى) ! ولكنه للأسف الاسيف لم يجد زول (وااااحد) من العائلة كوووولها !!
العبدلله بعد أن قام بإستعراض جميع أقربائه قال لي نفسو .. أحتمال عائلتنا دى عائلة (دورا ميت) ساااكت ولا تفهم فى السياسة وليس لها حس (وطنى) كدى يا زول شوف أصحابك وأصدقائك، أمسك العبدلله بهاتفه الجوال وبدأ فى إستعراض أسماء معارفه وأصدقائه واحد .. واحد .. بدأ من الألف .. الباء .. السين .. الجيم .. حتي حرف الياء حيث وجد أخيراً (يحي كلينكس) وهو (مؤتمر وطني) ورئيس لجنة شعبية وقد لقب بـ (كلينكس) أثر حادثة مشهورة حيث طلب منه في التسعينات تنظيم أحد المؤتمرات القاعدية (ففرقت معاهو) 10 مليون جنيه ولما سئل عنها قال :
– أشترينا بيها (كلينكس) للمدعويين !!
العبدلله يظن وليس كل الظن أثم أن إدخال العدد 10 مليون يمكن أن يكون قي واحدة من هذه الأشياء :
أن عدد الطلاب الذين لا يستطيعون القراءة جيدا في الثانويات الحكومية 10 مليون طالب
أن عدد العزابة الشباب الدايرين يعرسو وما قادرين 10 مليون عزابي
أن عدد الأسر التي لا تمتلك بيوت في الخرطوم و يعيشون على الايجار الحار 10 مليون أسرة
أن عدد ملفات الفساد التي تمت (مكاوشتها) وركنها 10 مليون ملف
أن عدد الخريجين العطالى 10 مليون خريج
أن عدد الأسر التي تجاوزت خط الفقر 10 مليون أسرة
أن عدد الفتيات العوانس اللواتي فاتهن قطار الزواج 10 مليون فتاة
أن عدد التلاميذ الذين لا يجدون وجبة فطور 10 مليون تلميذ
ن عدد النازحين من الحروب بالمعسكرات 10 مليون نازح
أن عدد أساتذه الجامعات الذين هاجروا في الخمس سنوات الماضيةً 10 مليون استاذ
أن عدد المواطنين الذين يتوفون بسبب فقر الدم سنوياً 10 مليون مواطن
أن عدد المدارس الحكومية التي تحتاج إلى صيانة 10 مليون مدرسة
أن عدد الأطباء العاطلين عن العمل 10 مليون طبيب
أن عدد الساحات التي تم التغول عليها في الأحياء 10 مليون ساحة
أن عدد عربات الدستوريين الفارهة 10 مليون عربة
أن عدد الوحدات الحكومية التي تقوم بتجنيب المال العام 10 مليون وحدة
أن عدد فواتير الهاتف النقال التي تدفع للمسؤولين شهرياً 10 مليون فاتورة
أن عدد الفقراء الذين لا تصلهم الزكاة 10 مليون فقير
أن عدد المرضي الذين لا توفر لهم الدولة العلاج 10 مليون مريض
أن عدد الشركات التي يمتلكها المسؤولين 10 مليون شركة
أن عدد المرات التي تدهور فيها جنيهنا السوداني أمام الدولار في ربع القرن الأخير هي 10 مليون مرة
حكاية 10 مليون عضو دي واسعة شوية يا بروف (خاصتن) بعدما نقوم بخصم الأطفال والعجزة والمغتربين والمشردين والمسيحيين والعطالى والحركات المسلحة والحركات الشبابية والنازحين والمتضررين والمحالين للصالح العام وأسرهم والمدمنين والمساجين والمجرمين والمرضي بالمستشفيات وستات الشاي وأولاد (الدرداقات) والباعة الجائلين والسكارى وبائعات الخمور والمدمنين وسكان حلايب والفشقة وأعضاء الأحزاب الـ 84 الأخرى !!