الخضر والمواصلات!
لو سمع السيد الوالي الإنين والزفرات الخارجة من مواطني ولاية الخرطوم بالمواقف المختلفة، لاختار أكثر من سبيل لحل مشكلة ترتيب المواقف التي يستباح فيها عرق هؤلاء الصائمين والصائمات.. لا نريد أن ننقل حجم الدعوات الصعبة التي ترتفع عند تلك المواقف، ولكن نقول (أتقوا أن تصادف هذه الدعوات الاستجابة..) الشاهد أن التقييم لهذه المواقف (بقى زيرو).. بالتأكيد يستعصم بعض المسؤولين بمكاتبهم المكندشة حينما يدفر هؤلاء صوب تلك المواقف المزدحمة ولسان حالهم (البؤس والفوضى وغياب الرقابة).. ضجيج ومنادون ومتحصلون والزحام يكاد يأخذ بالخناق، ولا جديد سوى العبثيات.. إذا سألت عن رقابة أو تنظيم تكاد لا تلمس إلا بعض الشكليات.. يتجول الركاب جيئة وذهاباً خلف كل مركبة تعبر، وهم يتساءلون إلى أية جهة يعتزم السائق توجيهها.. بل وصل الأمر أن يتجاوز أصحاب بعض المركبات التعريفة المحددة إذ ما وجد الخط فاتح أو كما يقول ( كاشف)، والأصل أن الكاشف هو حال الإرتجال والفوضى..
.. عزيزي القارئ لك أن تتخيل كيف يصل هؤلاء إلى أعمالهم بعد رحلة معاناة ومجابهة ومجابدة مع المواصلات.. كيف يفكر هؤلاء التعابى في مجرد أن يكونوا متفتحي الذهن.. دع عنك منتجون أو متحفزون للعمل..
حبيبات العرق:
تصببت حبيبات العرق من على الجبين.. وكاد الجوف يلعن حالة اليباس والجفاف والتصحر في بدايات للشهر الفضيل، وحباً في تعظيم الأجر لا يأبهون لذلك ولكنها مجرد (بروفة) لحال البعض الذين يهزمهم الغلاء وضعف ما بيد.. المتعففون الذين ترهقهم فترة الظروف ورهافة الحالة.. أما هؤلاء المتخمون فيلاذون إلى (الترطيب) والانزواء في الحجور الباردة ضد حكمة مشروعية الصوم .. فهنيئاً للمتعب صاحب لؤلؤات العرق والجوف الضامر في هذا النهار الحار.. لتتعاظم درجات الأجر. ويقول بعضهم إن الصبر قد فاق الحدود والأطر، لكنه في رضاء الله محبوب مرغوب… ولينعم أصحاب الرخص الشرعية بلا حزن أو تعسر بها.. فنحن نعلم أن البعض على أمراضهم وعللهم وحقهم في الإفطار ويصرون على الصيام فليهون هؤلاء على أنفسهم.. فالشارع أعلم بحكمة هذه الرخص.
آخر الكلام:
الصيام والتعب الجد.. (تعال شوفهم في مواقف المواصلات) فليعفر الخضر قدميه في سبيل الله في ساعات الذروة وليقدر الأمر ببعده الميداني.. (ولا ما كده يا ناس)
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]