الطاهر ساتي
لمن أحسن … أحسنت ..!!
** سعدت باتصاله ، ولمتابعته لما كتبته هنا – أكثر من مرة – عن هذه القضية ، مناشدا سلطات ولاية الخرطوم – والأخريات أيضا – بالتحديق في أصول القضية ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية ثم معالجتها جذريا ، بدلا عن محاولة تلميع فروع القضية بعربات الشرطة وهراواتها يوميا بلا جدوى ..فالكل يعي أو يجب أن يعي بأن وراء كل بائع جائل – أوبائعة شاي – أسرة كريمة لها حق العيش الكريم بوسائل الكسب الحلال ..والسلطة ، ولائية كانت أومحلية ، مناط بها مهام تنظيم تلك الوسائل .. تنظيمها وليس تكسيرها أومصادرتها ومطاردة أصحابها بالسياط واللكمات كما تفعل المحليات بلا رحمة .. !!
** ثم الكل تابع الأسبوع قبل الفائت إحدي موبقات الحملات غير الرحيمة التي شنتها محلية الخرطوم على عباد الله البسطاء ووسائل كسبهم ..حيث رصدت عدالة السماء قبل صحف الخرطوم حادثة المرحومة نادية صابون التي وقعت على الأرض أثناء المطاردة ، ثم انتقلت في ذات اللحظة إلي الرفيق الأعلى تاركة ابنة في الثانوي ووالدة على فراش المرض في بيت من بيوت الطين بجنوب الخرطوم ، لها الرحمة ولذويها الصبر ، ولكن السؤال سيظل موجها لولاة الأمر : بأي ذنب وقعت و ماتت تلك الكادحة ..؟.. ومن لابنتها وأمها بعد رحيلها ..؟
** وتحسبا لما حدث لنادية ، وتوجسا لما قد يحدث لأسر غيرها من ضيق الحال وحياة الضنك ، كتبت في السادس عشر من إبريل الفائت مقترحا يصلح إعادته بقليل تصرف ، كما يلي : تفريق بائعات الشاي والأطعمة بواسطة الشرطة ليس حلا ، وكذلك مطاردتهن بواسطة المحليات في الطرق والأسواق لمصادرة أوانيهن أو لتغريمهن ليس تنظيما للعاصمة ولا تخطيطا لها .إن كانت ولاية الخرطوم ومحلياتها جادة في التنظيم والتخطيط والتجميل ، يجب عليها أن تتوقف عن مطاردة النساء.. نعم ، يجب إيقاف هذا الأسلوب الهمجي ، واستبداله بالآتي : حصر وإحصاء ، ثم دراسة حالة و معالجة ، إما بتنظيم مهنتها الراهنة أو بايجاد البديل لها .. هكذا الحل ، في غاية البساطة ، ولأن الحديث موجه للمحليات ، نقترح بالشرح الممل ..!!
** بكل محلية جيش من اللجان الشعبية ، وهذه اللجان هي التي يجب عليها بأن تكون الأقرب للأسواق والأحياء والمحطات و باعتها وبائعاتها ، وهى التي يجب عليها مهام الحصر والاحصاء ثم دراسة الحال الاقتصادي والاجتماعي لكل حالة .. في أسبوع فقط لاغير أو أقل ، تستطيع اللجان الشعبية أن تعد تقريرا شاملا عن بائعات الشاي والطعام وحالتهن الاجتماعية والاقتصادية ، وترفعه للمحليات ومعتمديها ، ثم للولايات وولاتها لاتخاذ القرار المناسب تجاههن وتجاه حالتهن ..القرار المناسب يجب أن يبدأ بفتح منافذ دواوين الزكاة بحيث تستوعب بعضهن بالرعاية .. ثم فتح منافذ الصندوق القومي للتأمين الصحي ، بحيث يستوعبهن وأسرهن بالعلاج ..وكذلك توجيه المؤسسات التعليمية باعفاء أبنائهن من كل أنواع الرسوم .. وهكذا …تخفيف ضنك حياتهن بواسطة مؤسسات الدولة الاجتماعية يصلح أن يكون حلا وبديلا للمطاردة ..!!
** ثم تنظيم مهنة الراغبات في بيع الشاي والطعام ..و تنظيم مهنتهن لن يكلف المحليات – ولجانها الشعبية – غير تحديد أمكنة لهن في مواقع تختارها المحلية واللجان وفق دراسة ، ثم مدهن بأكشاك مطابقة للمواصفات ، وهى موجودة ومعمول بها و منتشرة في مدائن الدنيا وطرقها واسواقها ، حتى فى تلك الدول المسماة بالحضارية تجد في شوارعها وميادينها مثل هذه المنافذ لبيع الاطعمة والمشروبات وغيرها ، ولكن بشرط « النظافة » .و كذلك لا تعيق حركة المارة والسيارة ولا تسبب زحاما ..ويجب التفكير فى حل كهذا ، بدلا من تركهن على الأرض وحولهن يفترش البعض برشا ليجلس عليه طول النهار ..هذا المنظر القبيح يمكن استبداله بآخر جميل لا يسبب متاعب للبائعات ولا يتناقض مع مساعى تجميل العاصمة ..!!
** هكذا اقترحت قبل شهر ، ولهذا أقول اليوم لوالي الخرطوم : أحسنت بهذا التوجيه ..ونأمل أن تتكامل الأدوار وتتضافر الجهود وتتعاون السلطات – بما فيها الرابعة – من أجل وطن نظيف ومواطن شريف لا يسرق ولا يسأل الناس .. ليعيش .. .!!
إليكم – الصحافة الخميس 21/05/2009 .العدد 5711
الاستاذ الجليل الطاهر ساتي احب اولا ان اشيد بكتاباتك التي دائما ما تخاطب المشاكل الحقيقية للمجتمع السوداني لا احب ان اقول المظلوم ولكن الظالم نفسه لان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم؟؟ اما ما يخص المشاكل المتعلقة ببائعات الشاي بصراحة فقد وضعت من خلال مقالك خطة متكاملة الابعاد للانطلاق بها لحل المشكلة لكن كما تعلم ان العقبة دائما في تنفيذ الخطط والذي اعتقد انه ناتج من ضعف الجهازين الاداري والتنفيذي لدينا والله المستعان
وانت ايضا احسنت يا استاذ فان رفع الظلم عن الادني يجلب رضا ء الرحمن عن الاعلى