أبشر الماحي الصائم

عليكم بوصية الشيخ

[JUSTIFY]
عليكم بوصية الشيخ

*قال لي الشيخ، وهو يتوكأ على قناعة ويقين جهيرين، لا تقلق فلو أن مؤسستي عجزت عن دفع هذا الاستحقاق سأدفعه من حر مالي..

*قابلت هذا النبأ بفرح غامر لدرجة انتباه الشيخ، غير أني وفرت عليه عبء طرح السؤال، فقلت مباشرة “يا شيخ أنا لي زمان كايس لحر مالك هذا”، ذلك لأنه “محض حلال وان والطعمة منه شفاء”، ذهب الشيخ في نوبة ضحك مجلجلة لم نعهدها عنده منذ أمد بعيد.

*سبب تلك الضحكة المجلجلة هو أن الشيخ ذاته من علمنا يوماً هذا الدرس وأوصانا به، وها نحن نعي الدرس ونأخذ بالوصية من تلابيبها..

*حدثنا الشيخ ذات يوم بأن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه قد أوصى أن يكون لأصحابهأ في تركته، فلما انتقل إلى ربه رضي الله عنه وعن صحابته، جلس القوم لتنفيذ تلك الوصية، وظن بعضهم بأن سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه سوف لن يأخذ نصيبه على افتراض أنه من أثرياء الصحابة، لكنهم رأوا حرصاً من ابن عوف لأخذ أسهمه، فوفر عليهم مشقة السؤال، وهو يجيب مباشرة “أنا أعلم أن مال أخي عثمان ابن عفان رضي الله عنهم أجمعين هو محض حلال وأن الطعمة منه شفاء، فلهذا أحرص على نصيبي منه”!

والشيء بالشيء يذكر لما نهض بنك فيصل لأول مرة كان هدف الجميع مجلس إدارة وإدارة وعاملين هو نجاح (الصيرفة الإسلامية) وترسيخها في (بلاد النيل والشمس والصحراء)، فلم يكن الهم يؤمئذ درهماً أو دولاراً، ثم لما فتحت عليهم الدنيا تشكلت (نقابة مطلبية)، ثم شرعت تلك النقابة ذات يوم في أول عملية إضراب، ذلك على أثر خلاف استحقاق مالي، فصدَّرت النقابة منشورها العدائي الإضرابي إلى المجلس والإدارة بالآية الكريمة “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”.

*فلم يملك رئيس مجلس الإدارة، الذي يتشكل مجلسه من شيوخ الحركة الإسلامية، على افتراض أن العاملين هم تلامذة وناشئة الحركيين الإسلاميين، لم يملك رئيس مجلس الإدارة وهو يقرأ (آية القتال) التي عنونت بها النقابة منشورها، إلا أن يقول “عليك الله شوف ديل تعلم فيهم القرآن ودايرين طوالي يجو يحاجوننا به”!

*والشيخ ذاته كان يعمل بمصرف إسلامي وهو يومئذ مهندس متخصص في (المصارف والمجاري)، وكانت قد تشكلت موهبته (الدعوية الخطابية) فانصرف بعض ركب إلى شيخ حسن مطالبين بتفرغ الشيخ إلى الدعوة، فاستدعاه الشيخ، وقال له “ما علاقة الصيرفة المالية بمصارف الهندسة”، فقال الشيخ “ما كلها يا مولانا مصارف في مصارف”، تعهد الشيخ أن يكون أفندياً بالنهار، داعية بالليل والنهار.

*ولا زلت أستفيد من وصية الشيخ، فلقد بذلت عملاً مهنياً لصالح جمعية دعوية فحرصت على قراريط الجمعية، حسب وصية الشيخ، أن مالها محض حلال، وأن الطعمة من شفاه، نفعني الله وإياكم بمقولات وحكم شيخنا، قوموا لأعمالكم ولا تنسوا أن تأخذوا أجوركم..

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]