ردنا على دعوة استهداف الأمريكان
بالتأكيد هنالك أسئلة مشروعة حول “داعش” وغير داعش لأن التجارب علمتنا أن التغلغل الاستخباري في المليشيات والجماعات القتالية إسلامية كانت أم غير إسلامية … تغلغل قديم وكبير .. ويرتبط بعدة جهات من مخابرات دول إسلامية وغربية بل والمخابرات الإسرائيلية ذاتها وما قصة “فاعل خير” والحقائب المجهولة منا ببعيد.
حرصت على التعليق برأيي من منصة المهتم بالشؤون الفكرية والإسلامية في ذات الموقع الذي تحدث فيه الشيخ أبو الهمام محمد علي الجزولي وهو جريدة الوطن قبل التعليق في عمودي ككاتب عمود حتى لا يبدو الأمر أنه مساجلة بين صحيفتين وحتى تجد القضية مساحة النشر التي تستحقها في الزميلة الغراء صحيفة الوطن التي تتابع الملف وردود أفعاله حاليا.
حديث محمد علي وغيره باستهداف الأمريكان والغربيين وان كان من ضمنهم مدنيون حديث يأتي في إطار ردود الأفعال على مظالم ومذابح في مشارق الأرض ومغاربها، ولكن لو قيس بمقياس الفقه الإسلامي الأصيل … هو حديث يصب في خانة استهداف الدول والشعوب الإسلامية ذاتها قبل أمريكا والدول الأوربية وغيرها.
حديثي جاء كالآتي: إن البعثات الدبلوماسية والشركات و المؤسسات والأفراد من الأمريكان في بلاد العالم الإسلامي موجودون بإذن الدول الإسلامية او غير الإسلامية في العالم و بضماناتها للحماية وتعهداتها و التزاماتها الوطنية و الدولية استهدافهم استهداف لتلك البلاد و ليس استهدافا لأمريكا.
وهذه الدعوة التي أطلقها الشيخ محمد علي ليست الطريق الاقصر لإقامة حكومة اسلامية في اي بلد مسلم او كما قال بل هي الطريق الاقصر لنسف الاستقرار و الطمأنينة و إدخال كل البلاد الإسلامية في أنفاق الصوملة و العرقنة و ينبغي على فقهاء المسلمين أن تسائل محمد علي وجماعته وأن و تعلن رأيها فيما يدعو له و الا اعتبر صمتهم شراكة فيما قال لأنه أورد ما أورد استنادا على مرجعية دينية.
ليس من حق أي فرد أو طرف أن يضع خطة منفردة لما يسميه استهدافا لأنه لا يدفع الثمن وحده .. هذا الإعلان يضرم العداوة بين الجميع.
هل يدرك محمد علي أن بعثات البلاد المسلمة في امريكا والجاليات والمؤسسات تغطيها بالحماية القانونية والدولية ذات المواثيق والالتزامات التي يريد أن يمزقها من داخل بلاد المسلمين نفسها.
*حلف الفضول:
شارك النبي الكريم في ميثاق إنساني للحماية و الإغاثة وتعاهد مع المشركين قبل الإسلام و هو ما يعرف بـ (حلف الفضول) و قال “لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت” و هذا الدليل يمنح مشروعية شاملة لكل اتفاق إنساني دولي منصف و عادل .. و يضاف إليه الالتزام الوطني الداخلي الذي يقع على عاتق الدولة و مؤسساتها.
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني
هذا كلام جيد يا مكــي المغربي , فالواجب عدم ترك السيد محمد علي الجزولي ليفرض رأيه على الناس وعلى عموم الشعب فهو في الحقيقة يقول برأيه الخــاص الذي ربما لا يشاركه فيه الكثيرون , والسودان بلد متسامح, أو ينبغي أن يكون , لموقعه المهم وحالته المتفردة والوسطى الرابطة بين شمال وجنوب قارة إفريقيا وما يقوله الجزولي لا يقف على أي ساق من العقلانية والموضوعية , فداعش التي يقف معها ويؤيدها لا تعنينا في شيء لأنها قامت في العراق والشام على حسب زعمهم , وثانياً إذا كان يريد الوقوف مع أهل السنة في مقابل ظلم المالكي وزمرته لهم فكل مسلم يقف ضد الظلم الواقع حقيقة من المالكي وحزب الدعوة وإيران على أهل السنة في العراق ولا ينبغي أن تكون الحرب في مواجهة عموم الشيعة فأغلب الشيعة يريدون أن يعيشوا هادئين ولكن الموتورين منهم وحدهم كالمالكي ومخالب إيران الآخرين هم الذين يشعلون النعرات الطائفية ولذلك ينبغي على أهل السنة هناك أن يوجهوا جهودهم لعزل وإبعاد هؤلاء الغلاة الفاجرين والمبارزين بالعداوة لهم والمعادين لأخذ العراق دوره الذي كان يقوم به وسط الأمة العربية في الأزمنة السابقة / ما قبل 2003م / ولذلك لا ينبغي أن يترك الجزولي لينشر دعوته بين الناس لا سيما ونحن في السودان ننشد الاستقرار لبلادنا التي عانت ويلات التقاتل القبلي والجهوي الداخلي والعداء من الجوار ومن الغرب الصهيوني , ونريد أن يجتمع شمل المواطنين السودانيين على حسن المواطنة والتعايش السلمي دون غلو أو تطرف أو محاولة محاربة طواحين الهواء ( المعاداة في الفراغ ), وهل نطمح أو نطمع أن يسير المواطن السوداني من حلايب وسواكن شرقاً إلى الجنينة غرباً ومن حلفا دغيم شمالاً وحتى كاودا جنوبــاً دون أن يقول له أحد بسوء ( عينك في راسك ) ؟ ( وما ذلك على الله بعزيز )