عندما يقدِل الورل
ما زلنا نعاني من متلازمة.. الاستنساخ.. والاستمساخ.. والاستبياخ.. والاستنفاخ.. في قنواتنا الفضائية.. كأنما رحم الإبداع في الأمة قد استوئصل.. أو أصبحت أمة الأمجاد عقيمة.. فتصر قنواتنا أن تنفخنا في ليالي رمضان علي النفخ العلينا من اختلاط اللقمة بالحلومر والبليلة.. وما بيخافو الله، يقولو الناس ديل النهار كلو صايمين وعطشانين وريقهم ناشف.. ننشفو ليهم في الليل كمان.. كلما انتقلت إلى قناة تجد نفس الفكرة للبرنامج.. مع تغير الوجوه.. والضحكات.. وثبات رفع الايدين وتوحد الإشارة بها.. بعضهم استنسخ برنامج لفقر ألم به.. فقر في الإبداع والخلق.. وبعضهم استسهل النقل.. فنقل الفكرة أحيانا بي ضبانتها واحيان يتعب نفسو ويهش منها الضبانة وينقلها.. وبعضهم جاء به صديق طفولة أو رفيق مصلحة أو ذي قربى والأقربون أولى بمعروف طليع زيت المشاهدين.. جاء به وقال ليهو يلا أصلو الناس ديل قاعدين ساكت طلع عينهم، وعليك أمان الله مافي زول يقول لك عينك في رأسك.. وبدون خجلة ولا استحياء.. تقرا في الشاشة لِسته من جيش عرمرم.. وراء هذه السرقة المباركة.. يسرقون الفكرة ويسرقون وقت المشاهد ويستهينون بعقله وتفكيره.. يا أخي اختشو شوية!!.. إن البئية الآسنة لبعض وسائل الإعلام.. هي مرتع خصب لكائنات إعلامية طفيلية.. تجيد التطفل.. والانتشار والتكاثر.. تفتح جريدة تلقاهو قدامك.. تفتح قناة فضائية تلقاهو في وشيك.. ترفع مخدتك تلقاهو راقد تحتها.. تدخّل ايديك في جيبك تمرقها وتلقاهو متشعبط في جنيه.. محاربة هؤلاء تتم بنظافة البئية.. سرقة الافكار نوع من الفساد.. واهيب بمحاربي الفساد أن يلتفتو اليها.. لا فرق بين من يسرق فكرة شخص وبين من يعتدي علي مال عام أو خاص.. الاتنين حرامية.. (الغريبة حرامي الأفكار يهاجم حرامي المال العام)!! وينصب نفسه بطلا أو ينصبه نافخي الكير رمزا وطنيا حادبا علي الوطن وحقوق الآخرين.. وهواستاذ ومعلم كبير في الاعتداء على حقوق الآخرين.. لكن عامل فيها حريف.. وذكي.. والحقيقة ليس هو ذكي ولكن من حوله أغبياء.. أو هم من نفس طينته.. أشهد أن برنامج أغاني وأغاني من أنجح البرامج الرمضانية إلى الآن.. وأن الأستاذ السر قدور رجل مبدع ومرجعية في التوثيق للغناء السوداني.. بالرغم من محاولات تطعيم البرنامج ببعض أنصاف الموهومين.. والذين يسوّق لهم من يسوّق.. معتمدا على شعبية البرنامج العالية.. لكن على حساب هذه الشعبية التي أحس أنها قد بدأت في التآكل.. والفضل يرجع لهؤلاء الصيّحة والنباحّة.. كما وأنني أشهد لفكرة الأستاذ معتصم الجعيلي في مسلسله الكرتوني، فكرة رائعة وتستحق التشجيع والإشادة.. “الله يكفيهو شر الحرامية ينقلوها ويمسخوها علينا”، وأسأل الله أن يحفظها من شر حاسد إذا حسد.. إن جهجهة المشاهد ونطيطو من قناة لي قناة كعبة.. ارحموهو بان تلملمو كل هذه (الإذاعات المدرسية).. في قناة واحدة.. وكفى الله المشاهدين شر الملاواة في الريموت.. وأسأل الله ببركة هذا الشهر الفضيل أن يحفظ المشاهد السوداني من أمراض القلب والشرايين.. وفقع المرارة.. و ورم الفشفاش حميده وخبيثه! وبلداً مافيها تمساح يقدل فيها الورل!!
[/JUSTIFY]الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي