شطحة جوية
الطائرة توشك على الإقلاع والهدوء يلف المكان إلا من أزيزها.. وصوت المحركات بدأ يعلو ليزيد من قوة الدفع.. والمضيفة تكرر ندائها للمرة الثالثة بضرورة إغلاق الهواتف المتحركة.. وسط كل هذه الأجواء.. إذ (بصاحبنا) وكأنه ليس من بين الركاب مواصلاً حديثه (الممجوج ) عبر الموبايل وبصوت عال أضحى من خلاله كل المسافرين على علم بموضوع التحويلة.. ورقمها.. ومن الذي سيكون بانتظاره في المطار لتصريف بضاعته.. مع ضحكات (رتيبة) في هذه الأجواء المشحونة ببعض القلق.. هذا هو المشهد الذي يتكرر في كثير من الرحلات المتجهة إلى الخرطوم مع اختلاف الموضوع والشخصية.. والله أنا في حيرة من أمري وما قادر أفهم ده ذاتو اسمو شنو.. قلة فهم ياربي.. تكون رجالة.. سذاجة إمكن.. احتمال شلل أطفال.. ماعارف والله.. ياخ ما قالوا ليك أقفل الموبايل ده.. وبكل اللغات.. الهاتف المتحرك قد يصدر ذبذبات تتعارض وأنظمة الملاحة الجوية، وقد يؤدي ذلك إلى تشويش الاتصال بين قمرة القيادة وبرج المراقبة في هذه اللحظات العصيبة قبيل الإقلاع.. وإذا حدث ذلك لا قدر الله ورغم ضآلة نسبته، فحتما هناك كارثة جوية.. وصاحبنا لسة مدور ونسته (البايخة) وكأن الزمن كله اختُزل في هذة اللحظات.. ولسان حال المضيفة يقول (لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي).. ياخ خلي عندك ذوق معاك من أمبارح لحدي دخول الطيارة يعني (الود مشغول) ولم تجد غير هذه الدقائق (المحرمة) والطيارة قايمة.. تقوم قيامتك..
عشا البايتات طلع عشا (الشطحات)..
في ناس كده ومن غير أي مناسبة يحكوا ليك مواقف بطولية لما إنت ذاتك تخاف.. والغريبة إنو بعد ما تنتهي القصة وتقلِبها في راسك تلقي إنو إمكانية حدوثها مستحيلة.. يعني واحد يقول ليك والله أمبارح فهّمت ليك البوليس ده حاجة.. وأنت يا مؤمن يا مصدق تتساءل.. كيف الكلام ده!!
ويبدأ أخونا في سرد الوقائع..
أتصور أمبارح وقفني ليك بتاع الحركة قال لي ليه ما رابط الحزام!!
طوالي قلت لية أيوة ما رابطو وما حيحصل وريني أصلاً القانون البخليني أربطوا! ثم أردف قائلاً: إنتو خلاص خليتوا أي حاجة بقيتو على الحزام.. ما تشوفوا ليكم شغلة تانية أحسن!!
بس يا زول شاف كلامي دة كده.. ونفَسي حار.. قال يا عمك الزول ده أكيد رتبة ولا حاجة كبيرة.. طوالي قال لي اتفضل آسفين يا ملك.. !!
انتهت الحكاية هكذا بكل بساطة ويحكيها ليك دون أن يرمش له طرف كأنو بشرب في موية وكأنو البوليس البحكي عنه ده في واحد من شوارع لندن وليس شارع الأربعين.. والله لو كان ذات الحوار أعلاه دار هناك كان ممكن نصدق لأنو البوليس ببساطة كان حيقول ليه.. والله سؤال جميل أشكرك عليه ويطلِع من جيبو ورقة فيها القانون والمادة التي تجرم عدم لبس حزام الأمان ويسلمو المخالفة بلطف كأنها فاتورة مطعم وشكلها ذي (الشيك) تفتح النَفِس..
لكن البوليس البحكي عنو صاحبنا ده يا هو بوليسنا الوااحد البنعرفوا وبعرفنا ده.. أصلا بجيك صاري وشه.. وقرفان.. والشمس فوق راسه.. يعني نوع الكلام ده في سرك ما أظن تقولوا ليه..
لكن الثابت إنو أي واحد يحكي مثل هذه القصص فهناك شبه إجماع من أهل علم النفس إنها بتكون حدثت بالفعل بس على النقيض تماماً من الرواية المحكية يعني صاحبنا ده بكون فعلاً إتفلسف على الشرطي وشوية كمان ما كتير.. تقوم كده يالبوليس بي باقي زهجتك ديك تمسح بيه الأرض مع التلتلة.. والويل والثبور.. وحصة في الأخلاق وفوق كل ذلك دفع المخالفة كاملة على داير المليم.. لذلك كان لابد من مثل هذا (التفريغ) النفسي لحالة الغضب الكامن بسرد مثل هذه الحكاية وطالما (ارتحت) يا صاحبي ده المهم بس ما تجيني بكرة (كاتل) ليك أسد! طوالي بكون سكاك (كلب)..
هناك حكمة ذهبية تقول (لا تجادل رجل الشرطة) وبين قوسين (في كل دول العالم الثالث) لأنه ليس برجل شرطة فقط بل هو رجل سلطة أيضا..
#شطحة صينية وفي رواية أخرى (نطحة).
لقيت مرة واحد كاتب في (الحيطة) بتاعتو على (الفيس) هذه الأبيات قال جزء من قصيدة صينية وحنينة كمان على حد وصفه، والأبيات بتقول:
帮派该楼 红花南部宽阔叫声近在咫尺能带坏南都耐人寻味南边 拿腔拿调
本次 本真 你好吗帮帮 南康市耐用 内裤 变色 乃至 难得糊涂 耐南海或多或少k
لحدي هنا أنا قلت ما فيها حاجة إيماناً مني بحرية النشر والتعبير.. لكن الأنا مستغرب ليهو إنو في عشرة أشخاص عملوا (لايك) أقل واحد إسمه عروة وسيف اليزل وأمير ونسايم الليل وستة آخرون (صيني واحد معاهم مافي)!! أمنية حياتي هي أن التقيهم فرداً فرداً يوروني الأبيات (الطجو ليها لايك) دي معناها شنو، وبعد داك أنزل فيهم (عضعيض).. الغريبة سيد (الحيطة) ذاتو اسمه عثمان يكون (جاكي شان)، وأنا ما انتبهت.. غايتو أنا بعد ما قريت الأبيات كم مرة اتأكدت فعلا إنها حنينة.. والماعندو (لايك) يسوي ليهو (لايك).. والعاقبة عندكم في (اللايكات)..
تلويح:
وتبقى هذه شطحات استثنائية ويبقى السودان جميلا بأهله الكرام، ولو ما كنت من ذي ديل وااسفاي ومااساتي وا (拿腔拿 ) دي (ذلي بالصيني)!!
[/JUSTIFY]إندياح – صحيفة اليوم التالي