منصور الصويم

أسطرة أنثوية سارة الجاك


[JUSTIFY]
أسطرة أنثوية سارة الجاك

تكتب الروائية والقاصة سارة الجاك، في مساحة اليوم، عن فاطمة السمحة، وحبوبتها؛ وما يدور بينهما من حوار يتعلق بـ “هموم نسوية أو أنثوية”، قضايا يتوقع أن يجرها تناولا هذا التحاور الشيق.. العنوسة مفتتحه:

قالت الجدة: إن مهر فاطمة السمحة لابد من أن يكون غالياً، لأنها سمحة مؤصلة ومفصلة.

قالت فاطمة: يا جدتي مضى زمن المهر الغالي، أو إنني أرى أنه تطور، مواكباً تطور ما حوله من مراسم زواج، مثلا أصبحت لوحة لفنان مشهور عالمياً، أو معزوفة لباخ تعزف لحظة دخول العروس والعريس إلى بهو مملكتهما الزوجية، فيأخذها من تحت ذراعها.. وكادت تكمل ترنمها بأغنية ماجدة الرومي كلمات لو لم تنهرها الجدة، نهرة أيقظتها من أحلامها فزعة “مالك يا حبوبة”.

فاطمة السمحة يعني يا حبوبة مهرك التتكلمي عنو، دي بخليني أمشط السوداء مع البيضاء زيك كدة وسنوني تتكسر وأتكلم زيك العيييس دي…

العنوسة هي حالة حددتها عدة عوامل مرتبطة بالمجتمع الذي نعيش فيه، ومما تعارف عليه أن السنوات العمرية هي التي تتحكم وتحدد، فيما إذا كان المرء عانسا كما أنها هي التي قصَرت حالة العنوسة على المرأة دون الرجل، أو هكذا نتعامل معها.

إما أنا فأرى أن الحالة مرتبطة بما إذا كان المرء رجلا أو امرأة غير منتج، ليس له ما يشغله ويقدمه للمجتمع في محيطه، معني بنفسه دون الآخرين، أو أنه غير مؤمن بالأقدار والمصائر وفي هذا الاتجاه يروقني المثل القائل:

المناي لقاي.

أي بقدر ما تطلب بقدر ما تعطي، ويكون الطلب بالتعاطي مع هذه المسألة وغيرها بشيء من الوعي والإدراك والموضوعية، فلا يمكن لمن خطبت ثلاث مرات مثلاً، ورفضت الخطبات الثلاث، بلا أسباب واضحة أن تأتي وتتباكى على ما ضيعته من فرص، كما أن الحالة يضخمها المرء بذاته أو يضخمها له من حوله فبدلا من أن تكون حالة تدرس وتعالج، تكبر كبالونة هواء فارغة وتبتلع صاحبها، تبدأ صغيرة كأن تراقب صديقاتها المتزوجات عن غيظ، تنتقدهن، تبتعد عنهن، تنأي بنفسها عن محيطها تتوحد تتألم، تنزوي، تتضاءل، وتموت.

تبعاً لذلك يجب أن نتعامل مع الحالة بشكل من الوعي، كل من لم تسنح له الفرصة ليتزوج عليكم بالأتي

شغل أنفسكم بما تحبون أنتم لا ما يحب من حولكم، الاندغام في القضايا الكبيرة، التواصل مع أصدقائكم دون فرز أو تقييم، لا تنتظروا الفرص اصنعوها أنتم…

قالت فاطمة السمحة لجدتها…

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي