إلى هيئة العلماء.. والاتصالات
*هذا الخطاب معنون بالدرجة الأولى للهيئتين المحترمتين هيئة علماء السودان والهيئة القومية للاتصالات، على أن تنتهي مساقاتنا هذه بطرح سؤال نتعشم في الإجابة عنه..
*دعوني أبدأ من هناك، لي أخ صديق قد حرَّم أحد المشروبات الغازية على نفسه، قال لي لأنها تعتصر أو تختمر من الشعير، اجتهد ذات مرة في أن يجعلني أقاطع هذا المشروب بمسوغاته الشرعية والتخريجية.
*قلت له أنا أعيش في دولة مسلحة وإن شئت قل (دولة إسلامية) يفترض أن بضاعتها لا تعرف طريقها إلى الأسواق إلا بعد أن تمر بهيئتين ناصعتين، هيئة المواصفات والمقاييس التي تأخذ على عاتقها مسؤولية (سلامة الجسد)، ثم هيئة علماء السودان التي تعمل لصالح (سلامة الروح)، وأعلم يا رعاك الله، والحال هذه، أن كل الأشياء التي تباع جهراً في أسواقنا تكون قد جرت عليها سنن الهيئتين، فتكون محض حلال ومحض صالحة للاستخدام والاستهلاك البشري.
*وعلى طريقة محمد كريشان (في ماوراء الخبر) بقناة الجزيرة، والسؤال هنا موجه لهيئة الاتصالات، كانت هيئتنا الموقرة في وقت سابق قد منعت تداول مسابقة السيارات التي تعرضها شركات الاتصالات، ثم فوجئنا هذه الأيام بعودة هذه الثقافة من إحدى الشركات وتشترك هيئة علماء السودان في الإجابة عن هذا السؤال الذي سنطرحه في محورين اثنين، هل وجدت الهيئتان الموقرتان مسوغات جديدة تبيح هذا الضرب، وفي هذه الحالة يفترض أن كلا من يرغب في (يانصيب) من الشركات والذين أقلعوا، أن يعودوا لممارستها!
*وأنا شخصياً أتطلع إلى ممارسة هذه المسابقات، ذلك بعد أن أقف على شرعيتها من قبل هيئة علماء السودان، على الأقل أن هذه الثقافة ستريحنا من أدبيات (يلمها النمل ويطاها الفيل) أن تجمع استحقاقاتك المادية خلال شهر بأكمله ثم يطاها فيل الأسعار في لحظة سلعة واحدة فالمسابقات إذا ما وافت ستجعلك في لحظة واحدة تكسب عربة يذهب ثمنها إلى مائتي مليون جنيه مبلغ تحتاج لسنين بأكملها لكي تكسبه وقد لا تكسبه!!
*تراجيديا ترقي لصرفه (ود النعيسان) في مسرحية مقتل ودكين، والرجل على إثر محاولة استشارة نصح قد كسب (جرة ذهب)، فانشد في الحال…
(يا صاحبي الفقر أنا وانت ما تفارقنا.. شرِّق عديل غربنا)!
*وتحتدم حاجتنا كشعب مسلم للتوقف عند (المشتبهات) ذلك لأننا في شهر الصيام، حتى لا نقع في محظور “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”..
*إذن مطلوب في هذه الحالة من الهيئة القومية للاتصالات أن تأتينا بالخبر المبين، ذلك بعد الرجوع إلى هيئة علماء السودان، إن كانت هذه المسابقات جائزة، فساعتئذ ربما نكتفي بصلاة فريضة العشاء لنوفر وقت ندب التراويح في ممارسة مسابقاتنا الحلال، وسنثاب عليها ساعتئذ لأن من يتحرى الحلال من الرزق ويسعى إليه له من الثواب الوفير، أو في المقابل أن القوم، قوم الشيخ عصام البشير لم يفطنوا لهذه القصة فيصوبونها..
*لكن سأعود إلى فكرتي الأولى أن كل الأشياء المعروضة في قارعة الأسواق و(الفضائيات) يفترض أنها حلال ذلك لكونها تبث أمام نظر وسمح هيئة العلماء ومجامع الفقه!
[/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]