موت الضأن
* هللت الصحف في مطلع فبراير الماضي عندما أحبطت سلطات المحجر البيطري المعدِّ لتصدير المواشي إلى خارج السودان بسواكن جريمة تصدير أكثر من سبعين رأساً من إناث الضان (نِعاج)، تمت لها عمليات زراعة أعضاء تناسلية لذكور الضأن، بغرض تضليل التفتيش البيطري، وللتمكن من تصديرها للمملكة العربية السعودية..!
* اجتهد مخططو ومنفذو عملية التهريب بدسهم لإناث الضأن ضمن ماشية تصل لنحو الألف رأس كانت معدة للتصدير على باخرة (السوبر ستار) إلى السعودية، ولكن برغم الخياطة التي تمت بكامل المهارة و(الحرفنة) أحبطت السلطات عملية تهريب (النِعاج المخرفنة)..!
* سيطرت الدهشة وقتها على تيم التفتيش البيطري في ميناء الأمير عثمان دقنة عند اكتشافهم أن المهربين (الترزية) قاموا بإجراء عملية خياطة أعضاء تناسلية لذكور ضأن بخيوط رقيقة جداً على منطقة الأعضاء التناسلية للإناث في عملية (تغيير نوع) فريدة من نوعها..!!
* وعملية (خياطة دقيقة) من نوع آخر لكمية كبيرة من إناث الضأن تتم هذه الإيام بالقانون وتحت سمع السلطات ونظر لجان التفتيش، و(لا مغيث)..!
* الصحف تتحدث عن شحنة لإناث ضأن مكونة من خمسمائة رأس وصلت محجر سواكن البيطري تمهيداً لتصديرها إلى السعودية، في ظل صمت مريب من وزارة الثروة الحيوانية وعدم تقديم أية شروحات ومبررات للخطوة المدمرة التي أقدم عليها الوزير..!
* ببساطة شديدة استخدم وزير الثروة الحيوانية د. فيصل حسن إبراهيم سلطاته في (الاستثناء) وصادق على تصدير ألف رأس من إناث الضأن – خمسمائة منها الآن في الحجر البيطري – وذات العدد سيشق طريقه إلى هناك دون الحاجة إلى تضليل السلطات الرسمية وتغيير النوع بخياطة أعضاء تناسلية..!
* (راعي الضأن في الخلا) يعلم أن تصدير (النِعاج) يعني جز رقبة الثروة الحيوانية وضرب الاقتصاد في مقتل، فمن تتاح له فرصة (ولادة الخِرفان) في بلده ويرفضها بذبح الإناث والاستيراد من جديد، أما أنه ساذج أو (أهبل)..!
* حكمة مشروعية سن قانون لمنع تصدير وذبح الإناث تكمن في الحفاظ على الثروة الحيوانية والاقتصاد، وذلك كي لا يتراجع الصادر ويتناقص عدد القطيع السوداني حتى يجف تماماً إن لم نتحول لمستوردين لا مصدرين عقب ارتفاع منسوب الاستهلاك في قادم السنوات ..!
* ما كان يحتاج لـ(خياطة) من المهربين الآن يتم (تطريزه) بالقوانين..!
* رئيس شعبة مصدريِّ الماشية (كالزوج تماماً آخر من يعلم)، فقد أبدى (مشكوراً) استغرابه من الحديث الدائر عن تصدير 500 رأس من إناث الضأن للمملكة العربية السعودية، (يعني الزول دا ما عارف حاجة ومستغرب زينا كدا، لكن عشان ما نظلمو احتمال فايتنا في الدهشة)..!
* الدهشة لم تعد في (الخياطة) وحدها، فـ(حياكة) القوانين قادرة على ذبح عائدات الثروة الحيوانية بالسودان، والتي بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة وقريباً ستموت (موت الضأن)..!
* هللت الصحافة لإحباط تهريب (سبعين رأسا) في عملية (خياطة النعاج المخرفنة) وذلك إنجاز يستحق الاحتفاء، ولكن طالما أن الهدف الأساسي الحفاظ على صادر الثروة الحيوانية، فمطلوب الآن من كل من خط سطراً في قضية (السبعين) أن يكتب (أربع عشرة مرة) في هذا الاستثناء، ويبقى في ذمته – بعملية حسابية – حق الدفاع عن (عشرين رأساً) إضافية..!
* باستثناءات وزارية أو بخياطة أعضاء تناسلية تبقى المحصلة النهائية، أن تصدير (إناث الأنعام) وتجفيف مصادر الثروة الحيوانية في السودان يمثل (جريمة مكتملة الأركان)..!
* انتبهوا: (النِعاج) في خطر..!
نفس أخير
* من يفدي (النِعاج) بكبش عظيم..؟؟
[/JUSTIFY]ضد التيار – صحيفة اليوم التالي