ضربة في الأنكل
* اعتدنا على هذا الهجوم في مثل هذه الأيام من كل عام، الأمر لا غرابة فيه، ولكن في هجوم الشيخ الشاب ثمة جديد استوقفني، فيا ترى ما الجديد..؟
* الجديد أننا اعتدنا كمهتمين بالشأن الفني التخندق للدفاع عن الغناء وأهله متى ما كربجتهم سياط المتشددين.. نستدل بالإمام الغزالي تارة، وبما قاله دعاة الوسطية تارة أخرى، ولكن رجل الدين الذي اعتلى منبر المسجد بجبرة كان منطقياً في هجومه، ذكياً في نماذج الأغنيات التي قدمها، موضوعياً في تحليله، ومعظم الأغنيات التي استدل بها لجموع المصلين من النوع الذي يجد الأب والأم حرجاً عند وجودها بالمنزل..!!
* اختار الشيخ الفاضل نماذج من أغنيات هابطة يرددها المغني الشاب طه سليمان، فلم يصدق المصلون ما تسمعه آذانهم، ولعنوا سنسفيل الغناء ومردديه والمدافعين عنه (يعني طرف السوط وصلنا ونحنا نستاهل)..!
* هناك سؤال مفصلي يفرض نفسه:
“لماذا يريد طه سليمان بما يقدمه من أغنيات (كسر ضهر) الفن وأهله ومحبيه وأجهزة الإعلام التي تفرد مساحات له؟، وهل يستحق الفتى الهجوم عليه بضراوة حفاظاً على الفن من التلوث والأخلاق من الاندثار؟، وهل ردد أغنيات هابطة وتجاوزها لمرحلة أسوأ بترديد أعمال ساقطة؟، وهل من هو في مثل حالته يستحق التعاطف أم العطف؟، لا سيما وأنه بات يمثل خطراً على القيم والذوق العام والغناء بدخوله المناطق المحظورة وتجاوزه للخطوط الحمراء وغرقه في براثن الإيماءات الخادشة للحياء؟؟”
* لا تحتاج الإجابة عن هذه التساؤلات لنبوغ وعبقرية، فلا أحد بإمكانه إنكار حقيقة أن طه كما قلنا من قبل كثيراً يمثل عنواناً للهبوط حتى ولو كان صاحب صوت طروب وحنجرة ندية، وأنه للأسف يروج لأغنيات تمد لسانها ساخرة في وجه الرصانة، وأغنية مثل (حرامي القلوب) بكل ما تحمل من (إغلاق للبرندات وتقريب للمساحات وخوض في التفاصيل وغرق في الإيماءات) تعتبر (وثيقة إدانة) لكل حادب على المصلحة العامة و(نصها موجود بصوت طه)، وبإمكان أي محتسب التوجه إلى شرطة أمن المجتمع وتدوين بلاغ في مواجهة المطرب الذي يؤديها والشاعر الذي كتب كلماتها، وتحويل البلاغ للمحكمة والنظر في الأغنية التي تدعو للرذيلة في زمن البحث عن المؤمنين بأن الفن رسالة حق وجمال ودعوة للخير والفضيلة..!!
* سدد طه أكثر من خنجر في خاصرة الذوق العام وتلك حقيقة لا خلاف عليها، وقائمة من الأغنيات الساقطة تقف شاهدة على ذلك، ولن نستدل بمقاطع منها كما فعل (شيخ جبرة) لأننا نربأ بأنفسنا من نشر كلماتها الداعية للفجور، لذا من حق عبد الله البعيو وغيره من الفنانين الذين هاجموا طه من قبل أن يتمنوا جلده (هو ومردد كل أغنية ساقطة) في ميدان عام، ويفصحوا عن رغباتهم تلك علنا حتى لا يحسب الفتى عليهم ويظن الناس أنهم معجبون بما يقدمه من أغنيات، فمثل هذا الحديث يمثل نوعاً من تبرئة الذمة، وعدد ليس بقليل من الفنانين انتقد طه من قبل بضراوة. ولم يكن البعيو آخر الصادعين بصوت الحق، فقد سبقه منذ زمن طويل ولأكثر من مرة الفنان صلاح بن البادية الذي لا يعرف النفاق والمجاملة ولا يخشى في الحق لومة لائم فهو رجل (حقاني) وأكثر من ما يميزه أنه (بقول للأعور أعور في الجرايد)..!!
* لو تحلى أهل الفن والذين يكتبون فيه بالشجاعة المطلوبة وردعوا كل من يمكن أن تحسب أغنياته عليهم من الفنانين المعروفين لما تجرأ هؤلاء الصبية عبثاً على ترديدهم لأغنيات جعلت الكثيرين ينظرون لمجتمع الفن والفنانين نظرة فيها كثير من عدم الاحترام الأمر الذي دفع بعض الشيوخ وأئمة المساجد إلى شن حملات ضارية على الفنانين ووسائل الإعلام والتي تفتح أبوابها لهم من زاوية أن (الخير يخص والشر يعم)..!!
نفس أخير
* أخيراً هبوط طه سليمان (جاب ليهو الكلام وجاب للفن والفنانين ووسائل الإعلام الهجوم وعدم الاحترام)
[/JUSTIFY]ضد التيار – صحيفة اليوم التالي