(كشف حال)!
-1-
ليوميْن متتالييْن – مع وعدٍ باستئناف الكتابة في اليوم الثالث – ظل أحمد منصور، مقدم البرامج الحوارية الشهيرة بقناة الجزيرة، يصبُّ جام غضبه على مطار الخرطوم.
ثلاث مقالات طوال – وقد تزيد – من (الرَّدَحي) والانتقادات المتواصلة، في إبراز مساوئ الخدمات والمعاملة في مطار العاصمة السودانية.
مقالات منصور، وجدت رواجاً واسعاً على المواقع الإلكترونية، وفي قروبات الواتساب، وعلى صفحته الشخصية بالفيسبوك.
-2-
رغم اتفاقي مع الرجل في أغلب الملاحظات التي أبداها، لكنني استأْت جداً من الطريقة الافتعالية، التي كتب بها أحمد منصور مقالاته، التي لم يعلن عن ختامها بعد.
شعرت أن منصور حمَّل الموقف شحنة انفعال أكبر من السعة الموضوعية للحدث.
الملاحظات النقدية التي أوردها في عموده، لا تستحقُّ مساحة ثلاث مقالات متتالية، في صحيفة بحجم الشرق القطرية.
ما في العالم العربي والإسلامي من أزمات وأحداث، يغني منصور وغيره، عن إراقة كل هذا الحبر، في الحديث عن سوء الخدمات بمطار الخرطوم.
-3-
مهما بلغ مطار الخرطوم من سوء، فذلك لا يضاهي في الأهمية ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا وبعض أحداث القاهرة، حتى يجد ذلك الاهتمام الكثيف من إعلاميٍّ كبير يعمل بفضائية عالمية ويكتب بصحيفة محترمة.
كان الأمر سيكون في حدود المعقول، ونطاق الموضوعية، إذا اقتصرالرجل انتقاداته في عمود واحد، أو حصرها على حائط صفحته في الفيسبوك.
-4-
لا أعرف لماذا انتابني شعور أن منصور في كتاباته تلك، كان ينطلق من جرحٍ ما مسَّ كبرياءه الطاؤوسي.
بدا لي الرجل أميل للانتقام من الضباط والعمال والجمهور، الذين لم يقدِّروا نجوميته – فلم يَنَلْ حظوة التعامل الخاص – أكثر من كونه حريصاً على إسداء النصح وإبراز العيوب.
-5-
مع كل ذلك من تجارب السفر ومشاهدات الاستقبال والوداع، أجد أن ما عليه مطار الخرطوم يستحق اهتماماً أكبر من كل جهات الاختصاص بالدولة السودانية.
فهو بكل تأكيد، من خلال الخدمات والتعاملات، يعطي انطباعات سيئة عن الدولة، كان يمكن تلافيها بقليل من الجدية والاجتهاد.
وضع ابتسامات ولو مراسمية على وجوه موظفي الجوازات، مع السرعة في إنجاز المهام، يعطيان انطباعاً إيجابياً للزوار والمواطنين.
ما الذي يمنع موظف الجوازات أن يكون مبتسماً، وهو يؤدي واجبه بكل دقة وحزم؟!.
بطء سير العفش، والتأخر في استخراجه من الطائرة، يُشعر الزائر بأنه في دولة ذات إيقاع منخفض، لا تعطي اهتماماً لعامل الوقت، ولا اكتراثاً لإرهاق المسافرين.
-6-
لا أعرف سبب واحداً موضوعياً أو عملياً، يبرِّر وجود باب ضيِّق لصالة المغادرة، يفرض في كثير من الأوقات حالة زحام غير ضرورية تقارب الفوضى.
توجد تجربة إدارية ناجحة لشركة كمون، في إدارة صالات كبار الزوار، عبر طاقم شبابي هميم ومتميز، كان يمكن الاستفادة منها في ترقية الأوضاع بصالتي الوصول والمغادرة.
مطلوبات بسيطة جداً، لا تحتاج لميزانيات دولارية، كافية لتلافي القصور في خدمات المطار، وقادرة على إلجام أمثال أحمد منصور، من التبضع بسمعة السودان في الصحافة العربية.
[/JUSTIFY]
العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني
كل الذي ذكره أحمد منصور في مقالاته صحيح 100% يا استاذ ضياء … يبدو أن انتقاد الاستاذ أحمد منصور الوضع بمطار الخرطوم أصابك بحمى وصداع مزعج … طيب إنت صحفي ومسؤول في صحيفة لماذا لم تبعث بأحدد محرريك في قسم اتحقيقات لفضح ما يدور في مطار الخرطوم من فوضى ومعاملة سيئة تعكس الوجه القبيح للسودان ؟؟ !!! ما كتبهالأستاذ أحمد منصور مجرد انطباع زائر لبلدك وللآسف خرج بانطباع سيئ … ولماذا لا نتقبل مثل هذا الانتقاد بصدر رحب ونحاول معالجة السلبيات بدل أن نخاول أن نخفي الخقائق ونحاول أن نحجب ضوء الشمس بالغربال … !!!!