عبد اللطيف البوني

موسم زراعي + 2


[JUSTIFY]
موسم زراعي + 2

رمضان كريم أيها القارئ العزيز، ونسأل الله أن يخفف عنّا سخانة الجيوب ذات الأبعاد الثلاثية التي يندر أن ينجو مواطن عادي من واحد منها. طبعا الكلام هنا لغير المرطبين المرتاحين فهذه الأيام هي بداية العام الدراسي والمعروف أن متطلبات المدرسة حتى ولو كانت حكومية نموذجية أم عادية أصبحت تفلق، وقد تزامنت بداية العام مع شهر رمضان المعظم فرمضان أصبح شهر استهلاك درجة أولى لأن الناس يخرجون بإفطارهم إلى خارج المنزل لذلك لا بد أن يكون في المستوى وهناك بداية أخرى تكلفتها أعلى وأهميتها أكبر لكن إعلام الخرطوم منصرف عنها للبدايات الأخرى وهي بداية الموسم الزراعي في كافة الأراضي المروية وكذا المطرية.
المدخلات الزراعية أصبحت “في السما” لأن هناك عددا كبيرا منها يأتي بالدولار مثل مبيدات الحشائش التي يجب أن تستعمل قبل الزراعة ثم مبيدات الحشرات التي يأتي استعمالها بعد الإنبات وهناك الداب والفوسفات (المرطب) الذي يستعمل قبل بداية الزراعة ثم تأتي الأسمدة بعد الإنبات كلها بالدولار أما تحضير الأرض بكافة أنواع الحرث وفتح القنوات الداخلية من أبي عشرين وأبي ستة والدبلات والجدوال كلها أصبحت تتم آليا وقد بلغت تكلفتها أرقاما خيالية مقارنة حتى مع الموسم الماضي نسبة لارتفاع أسعار الجازولين. قديما كان أصحاب التراكترات يقومون بكل تلك العمليات وينتظرون أحيانا حتى ساعة الحصاد أما الآن أصبحوا يطالبون بالقيمة مقدما وحالة معظم المزارعين تغني عن سؤالهم.
إن أي تأخير في تحضير الأرض أو أي نقص في مدخلات الزراعة يعني فشلا مبكرا للموسم الزراعي لذلك نجد المزارع رقيق الحال فاقد المدخرات يبيع حتى دم قلبه حتى لا تبور حواشته وبعضهم يدخل في عمليات شراكة لعدم توفر التكلفة لديه لا بل بعضهم يقوم بتأجير أرضه لموسم كامل (دقندي) ثم يتحول لعامل في ذات حواشته أو في السوق وهناك أراضٍ تترك بورا للعجز في توفير مطلوبات الموسم الزراعي وفي هذه الحالة سوف تدفع البلاد الثمن قبل المزارع فالضرر يعود على أكثر من جهة.
العجز في استيفاء مطلوبات بداية الفصل الدراسي أو في مطلوبات رمضان يمكن التغلب عليها بسبل شتى فهناك عدة خيارات آخرها التقشف ولكن الموسم الزراعي كلمته واحدة وليس فيه أي مرونة فهذه الأرض البكماء الطيبة لا بد أن تعطيها مطلوباتها أو لا تعطيك الحبة، عليه لا بد من أن تكون بداية الموسم الزراعي همَّاً عامَّاً للدولة والحكومة وللإعلام، ولكل القوى الحية في بلادنا، لكن للأسف هذا لم ولن يحدث وما على المزارع إلا أن يأكل ناره وحده حتى ولو فعل أسوأ الخيارات وهو ترك الأرض بورا وبالمناسبة يا جماعة الخير مدخلات الزراعة هذه قابلة خشم بيوت وقابلة للزيادة والنقصان، فكلما صرفت على المدخلات ارتفع العائد، فالتقاوي أسعارها متباينة و(الرخيص برخصته). استعمال المخصبات كلما كان كبيرا كان العائد أكبر، وكذا تحضير الأرض يتفاوت من عادي لممتاز، فهذا يعني أن الموسم الزراعي (فاتح خشمه ضراع) كلما أعطيته أعطاك لذلك لا ينبغي أن يترك أمره للمزارع وحده وينبغي أن يكون همَّاً قوميَّاً ولكن قل لي يا صاح من يسمع من؟.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]


تعليق واحد