زهير السراج

كفر و وتر !!

[ALIGN=CENTER]كفر و وتر !! [/ALIGN] * أخبرا تخلى السيد رئيس مجلس إدارة نادى الهلال عن تواضعه الجم واعترف بموهبته الكروية التى لا تدانيها موهبة فى تصريح للصحف قال فيه ان التشكيلة التى انتصر بها الهلال فى مبارياته الافريقية الاخيرة كانت من بنات أفكاره، ولم يضعها المدرب !!

* وبهذا تكون قد إكتملت لسيادته كل المواهب المطلوبة ليدخل كتاب ( غينيس ) للأرقام القياسية من أوسع أبوابه، باعتباره صاحب أعلى الأرقام القياسية فى عدد المواهب، وليس آخرها بالتأكيد موهبته الفذة فى مجال التدريب التى صعدت بفريق الهلال الى دور الثمانية فى البطولة الافريقية لكرة القدم، وأطاحت بمدربه البرازيلى المعروف ( دو سانتوس )، الذى لا تؤهله كل خبراته وتجاربه وتاريخه الناصع الطويل لتدريب الهلال، حسب تصريحات السيد الموهوب الأعظم، فكان مصيره الطرد غير مأسوف عليه !!

* ولا أملك والله إلا أن أشد على يد السيد رئيس النادى المبجل مهنئا على هذا القرار السليم الذى انتظرناه طويلا، ليس لأن السيد ( دو سانتوس ) لا يفقه فى علوم كرة القدم شيئا، ولكن لان الموضوع لا يستحق فى الاساس مدربين أو لاعبين أجانب تهدر عليهم الاموال الطائلة بدون تحقيق مكاسب تذكر بينما يتسول النادى تكلفة تنجيل الملعب، باعتراف السيد صلاح إدريس نفسه الذى قال إنه نصح أو ( أمر) المدير الفنى بتعديل التشكيلة ووضع ( مهند الطاهر ) ولاعب آخر سودانى الاصل والميلاد كلاعبين أساسيين بدلا عن لاعبين أجنبيين، وعندما أطاع ( دو سانتوس ) التعليمات، إنتصر الفريق وصعد إلى دور الثمانية وأدخل الفرح فى قلوب الملايين. وهنا لا بد أن نتساءل .. ( إذا كان المدرب الوطنى الكبير السيد صلاح إدريس هو الذى يضع التشكيلة، وأن اللاعب الوطنى هو الذى يحقق الانتصارات، فلماذا نهدر الاموال الطائلة على الاجانب ونتسول حق النجيلة ؟!).

* إضافة إلى ذلك، فما الذى تحقق حتى الان من إنجازات تكتب فى دفاتر التاريخ محليا وإقليميا على أرجل اللاعبين الاجانب بل والمدربين الذين أهدرت عليهم ملايين الدولارات، كان الأولى بها البنية التحتية وبناء قاعدة شبابية يعتمد عليها فى التفريخ للاندية الكبيرة والمنتخبات، ولكن لأن الرياضة ( للأسف الشديد) تديرها مجموعات متصارعة ومتنافرة لا يهمها المستقبل فى شئ، ولا ترى فى الرياضة إلا كرة القدم والهلال والمريخ والانتصارات المحلية الوقتية على فرق ضعيفة لا حول لها ولا قوة، كان لا بد أن تهدر الاموال الطائلة على السماسرة والمطبلاتية وانصاف المدربين واللاعبين الاجانب، بلا جدوى تذكر، الى درجة أن يصبح رئيس النادى هو الذى يضع التشكيلة التى تحقق الانتصارات، ولا يجد النادى وسيلة غير التسول لتنجيل الملعب، وهو ما ينطبق على بقية الاندية بدون فرز، مهما أوهم البعض أنفسهم بغير ذلك !!

* وبرغم كل ذلك الفشل والتدهور فى كل ضروب الرياضة وليس كرة القدم فقط ما عدا بعض الانتصارات التى تتحقق فى رياضة الجرى بفضل إجتهادات قلة قليلة وعون دولى كبير، لا ترى الاغلبية فى ما يحدث سوءا يذكر، بل ويطالب البعض بالاستعانة باللاعبين الاجانب فى المنتخب الوطنى … تخيلوا مدى السوء الذى وصلنا إليه !!!

* المكسب الوحيد الذى تحقق لنا حتى الآن هو إنضمام مدرب وطنى جديد وكبير صاحب مهارات ومواهب عديدة الى المنظومة الكروية فى بلادنا، فمبروك للهلال والوطن .. الكفر والوتر !!

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: – 2009-05-23

‫3 تعليقات

  1. حتي الكورة تدار بعقلية شمولية …. عجبي …!!! ومتين ياربي انشاالله تحلنا .. قريب
    ياربي … لك التحية عشان بتفش الملايين الصابرة والتي لم تفقد الامل بعد ..

  2. عزيزي دكتور زهير
    السلام عليكم
    صدقني الشايفو في الرياضة عموما وكرة القدم على وجه التحديد ما هو الا صورة تجسد الاهمال والفشل الذي نعاني منه في الكثير من احوالنا الحياتية المختلفة ، الدولة غائبة تماما عن دورها تجاه الرياضة ، وانصاف المدربين يملأون الشاشات وصفحات الصحف بكلام موتور مكرور نسمع به منذ سبعينيات القرن الماضي ، بينما الجيل الواعد من الرياضين في مجالات التحليل والتدريب يحاربون ليلا ونهارا ليعودوا من حيث اتوا !!! منو الفاضي ليدرك الحقيقة الهامة في ضرورة العودة لبناء البني التحتية للرياضة بمفهومها الشامل خاصة قطاع الناشئين ؟ منو الفاهم اهممية استراتيجيات الرياضة ، وتكتيك العمل في هذا القطاع الخطير لربط الانتماء بالانجاز وبالوطن ؟ اين هم علماء الاجتماع وخبراء التربية في بناء الناشئين ؟ لا مجال للمتخصصين والواعدين واصحاب الافكار المتجددة في هذا الارباك المتعمد والفوضي المتجذرة في قطاعات الرياضة كافة !! طالما ان بيننا امثال هؤلاء الادعياء المتعالمون، استمرأوا الامر وصدقوه ، فصاروا خبراء في الاعمال التجارية ، والصحافة ، والشعر ، والغناء ، والتلحين ، والعلاقات العامة ، و و و و .. حتي التدريب !!!! يحفظ الله الهلال ويعيده الي ابنائه الرجال ، ويقضي على كل فاشل دجال.. قولوا امين .. امين .. امين ودمتم