أبشر الماحي الصائم

هيلدا جونسون.. مفجوعة

[JUSTIFY]
هيلدا جونسون.. مفجوعة

*سطع نجم النرويجية السيدة هيلدا جونسون لأول مرة في الميديا السودانية المحلية إبان مفاوضات سلام مستنقعات نيفاشا، حيث كانت جونسون من أنشط (أصدقاء نيفاشا) الذين حملوا الطرفين السودانيين إلى توقيع ذلك السلام الذي أفضى فيما بعد إلى انفصال الجنوب وفي رواية أخرى الاستقلال، لا فرق.

* ثم احتدم نجم السيدة هيلدا مرة أخرى إبان الحرب الطاحنة التي شهدتها الدولة الوليدة في الفترة الأخيرة على النحو المفجع الذي شاهده العالم بأسره، حيث كانت هذه المرة ممثلة للأمين العام للأمم المتحدة بدولة جنوب السودان، الجهة التي يقع عليه عاتقها معالجة الحالة الإنسانية المزرية التي تفاقمت على أثر الحرب والاقتتال.

*لم تشفع للسيدة جونسون خدمتها الطويلة الممتازة للجنوبيين، وهي تغادر جوبا على متن لعنات الإخوة المحتربين، بحيث أن كل طرف كان يتهمها بأنها كانت تعمل لصالح الطرف الآخر السبب الذي دفعها إلى تقديم استقالتها واحتقان حزنها وأسفها ومغادرها.

* والذين يتابعون هذا الملف يدركون جيداً أن علاقة السيدة جونسون بشعب الجنوب ودولتهم لم تكن علاقة مهنية ترتبط بمنصب، ولكنها علاقة (فكرية ووجدانية) وربما عقدية ذلك من لدن أحراش ومستنقعات نيفاشا حتى لدى إقامتها بجوبا ممثلة للمنظمة الدولية، فكانت بالأحرى راعية وداعمه لقيام (دولة الرفاق) في هذا الجزء من القرن الأفريقي وفق إستراتيجية مكشوفة. فقيام دولة مسيحية ملتزمة في هذه المنطقة تخدم إستراتيجيات المجتمع الدولي الذي تديره الصهيونية العالمية.

* غير أن طموحات الرفاق الجنوبيين الشخصية قد أطاحت بحلم السيدة جونسون، وهي كانت تدرك قبل الآخرين أن الدولة الوليدة قد نهضت على (مستودع من البارود) القبلي غابة من الأخشاب، ولقد عملت كثيراً على إطفاء الحرائق في مهدها، غير أن الحريق الأخير كان أكبر من أن تطفئه امرأة نرويجية تمتلك بعض قدرات أممية محدودة، فاحترقت الغابات والقبائل واشتعلت الأحقاد، فمن كان يتصور أن تأكل الثورة الحمقاء بنيها بهذه الشراسة وتحرق أشواقها وأشواق مناصريها بهذه الفظاعة!

* من منصة الأمم المتحدة الصحفية، وجهت السيدة جونسون بأسى وحزن جهيرين، رسالتها الأخيرة إلى (المجتمع الدولي) أن يتدارك أحلامها التي وئدت وأشواقها التي احترقت في تلك الغابات الاستوائية ذلك ليُحمل الفصيلان المتحاربان إلى طاولة المفاوضات حملاً.. قالت جونسون المرعوبة إن الأحقاد بلغت درجات غير إنسانية كأن يقتل المرضى على أسرتهم في المستشفيات.

* سيدتي جونسون.. أنتم تتحملون كبر هذه الفظائع، مرة بأنكم حملتم الجنوب حملاً للانفصال، ومرات أخرى عندما لم تحملوا الدولة الوليدة بأن توظف ما بيدها من قدرات لحرب التنمية والبناء، بل حملتوه بأن توجه بندقيتها تجاه الشمال الذي أعطى ولم يستبق شيئاً، لقد استعجلتم تحقيق (أحلام الباطن)..

* وكانت النتيجة المفجعة لنا جميعاً.. فكلنا فقدنا الجنوب، ثم إن الجنوب فقد الجنوب.. والفقد جلل.. أحسن الله عزاء الجميع..

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]