عبد اللطيف البوني
الكليتون كديبة
قبل قيام هذا الشارع كان الناس بين الخرطوم ومدني يعتمدون في مواصلاتهم على السكة الحديد فعندما كنا اطفالا كنا نعرف الكليتون (المحلي) وهو قطار يتحرك يوميا بين الخرطوم ومدني وكما هو معلوم ان القطارات في العالم اليوم هي الوسيلة الاولى والمفضلة لنقل الركاب (لندع البضائع جانبا) ويمكن اليوم الرجوع لهذا الامر بمجهود بسيط جدا فالسكة الحديد موجودة ومحطاتها قائمة وان اصابها الاهمال والضياع وعلى حسب علمي ان هناك جهة ما (قطاع خاص) قد عرضت على الدولة مشروع شراكة لتسيير قطارات ركاب بين الخرطوم ومدني وتفوق سرعتها سرعة الحافلات الحالية بصورة كبيرة ولكن ربما تكون عقلية الجباية التي تحكم البلاد الآن قتلت مثل هذه الفكرة لان هذا الشارع كما ذكرنا به اكبر عملية تحصيل مالي في الدنيا.
اتصل بي احدهم وقال لي ان عربات المرور المنتشرة في الشارع قللت الحوادث لانها تكافح اخطاء السائقين فقلت له (كضبا كاضب) وبدليل بسيط وواضح وهو ان كل الحوادث في هذا الشارع ناجمة عن التجاوز الخاطيء وكل الغرامات (التسويات) التي تتم في هذا الشارع ليس من بينها عقوبة على التجاوز لان عربات المرور الكثيرة تكون مرتكزة على جانب الشارع ويقف افرادها في وسط الطريق ويوقفون السيارات ويبحثون عن المخالفات من ترخيص ومنفستو وشباشب واشارات وحزام والذي منه والسيارات ويبحثون عن المخالفات من ترخيص ومنفستو وشباشب واشارات وحزام والذي منه والسيارات (تهدن) أي تبطيء امام اماكن الارتكاز هذه فلايوجد تجاوز اما الحوادث فتحدث بعيدا عن سيارات الشرطة وساعتها لاتوجد غرامات ولاتسويات لان المتجاوز(الغلطان) يكون قد اصبح مرحوما اوقتل العشرات فاذا ارادت شرطة المرور ضبط الحركة في الشارع عليها ان تكون متحركة او تستخدم اجهزة رادار لكشف التجاوزات اما الآن فهي تقوم بوظيفة اخرى.
اذاً ياجماعة الخير اذا كانت الدولة مهتمة بالارواح في هذا الشارع فامامها عدة خيارات وهي العمل على جعل هذا الشارع مزدوجا أي بمسارين او استخدام السكة الحديد استخداما عصريا او توظيف شرطة المرور توظيفا سليما لابل يمكن ان تكون كل هذه الخيارات قيد التطبيق ولكن ان تظل الدولة تضع على احدى اذنيها (طينة) وعلى الاخرى (عجينة) وتغمض عينيها فهذا امر غير مقبول. وهنا نكرر ماقلناه سابقا وهو ان الاهالي لم يعودوا محتملين لهذه الحوادث فاصبحت الحوادث مصحوبة بهياج وانفعال وثورات وتوترات وقفل للشارع وحرق للساتك كرد فعل عفوي لهذا الموت المجاني ولاشك ان استاذ علم النفس البروف الزبير بشير من اول المدركين للدوافع النفسية هذه، هذا بالاضافة لانه كان ذات يوم وزيرا للداخلية ويعلم جيدا مايجري في هذا الشارع وهو الآن والي الجزيرة وبالتالي المسؤول الاول عن هذه الارواح فبكل هذة (الطواقي) يزداد عشمنا في ان يخرج بالدولة من مرحلة (اضان الحامل الطرشا).
صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22690) بتاريخ (23/5/2009)
aalbony@yahoo.com
قد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادى
تحياتى ليك أستاذنا حاطب الليل