أبشر الماحي الصائم

داعش السودانية

[JUSTIFY]
داعش السودانية

*إن كانت دول الشام ترزح تحت وطاة تنظيم داعش الذي أطاح في ذلك الإقليم قتلاً وترويعاً وتشريداً، ففي المقابل إن (بلاد النيل والشمس والحركات المسلحة) ترزح هي الأخرى تحت وطأة (حروبات داعش والغبراء) التي تقريباً انتظمت كل قبائل دارفور!

*هل كتب على أهل إقليم دارفور، من لم يمت بسيف الحركات المسلحة، يمت بحراب الاقتتالات القبلية، فلم نفق من صدمة اقتتال قبلي يروح ضحيته مئات من الأبرياء حتى ونفجع بما هو أفظع منه!

*على أن السودان هذه الأيام يشارك في مونديال الاحترابات التي تنتظم سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان والبحرين، يساهم السودان في هذا المونديال الفظيع الذي ينهض على أسس قبلية ومناطقية ومذهبية، نشارك من وقت لآخر بعشرات الضحايا الذين قضوا في احتكاكات بين قبائل دارفور، فعلى الأقل نسل حضوراً مستمراً في شريط الأخبار الدوَّار في الفضائيات العربية بسلسل هذا القتل المجاني!

*على أن الأسباب التي تنهض عليها الاحترابات القبلية، هي في الغالب أسباب واهية جداً، على الأقل إن آخر عملية قبلية مرعبة راح ضحيتها ما يقارب المائة روح بريئة، كانت نزاع حول قطعة أرض ربما لا يساوي ثمنها سعر قطعة الكلاشنكوف التي قطعت قلوب الأبرياء هناك!

*هل أصبح السيف هناك هو الفيصل والحكم، على أننا تراجعنا القهقرى إلى جاهلية (السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب)، هل كفر القوم بآليات التقاضي والاحتكام إلى العقل والقانون، وأن يأخذ الجميع القانون بأيديهم، ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهزم ومن لا يظلم الناس يظلم!

*وفي ظل تراجع عمليات الحريكات المسلحة وتقدم (قوات الدعم السريع والقوات المسلحة) في كل الاتجاهات وامتلاك زمام المبادرة هل طرح (العقل المدبر) لإحداث الفوضى الخلاقة في الإقليم الخطة (ب) البديلة التي تتمثل في إشعال الإقليم بالحروبات القبلية والإثنية على الأقل أن الهدف واحد أن تتآكل الدولة السودانية من أطرافها حتى يسقط مركزها ومن ثم تقدم وتوزع وتتجزأ، ومن ثم يسهل إعادة صياغتها وفق أجندة جديدة!

*كثيرون هم الذين يقولون بـ (ثقافة المؤامرة) على أن إقليم دارفور ضحية لأجندات دولية، وهي التي تمتطر الإقليم بالأسلحة والأعلام وعومات (المجتع الدولي)، بحيث تكون (الشغيلة الصغيرة) هنا مجرد أداة في يد تلك القوى الكبرى.

*ولا أتصور، والحال هذه، أن حل أزمات دارفور المتلاحقة يمكن أن يستورد من الدوحة أو حتى الخرطوم ذاتها، على أن جهود الأشقاء المخلصة ستساهم لا محالة في تذليل بعض المصاعب، غير أن الحل يكمن في الإقليم ذاته بالدرجة الأولى.

*على الأقل أن هنالك أغلبية كبيرة في الإقليم من أبناء دارفور مغلوبة على أمرها، صوتها ضائع بين أصوات الرصاص، وحيلتها تتراجع أمام السند الإعلامي الهائل الذي يوفره الأعداء..

*الحل بتقديري يكمن في نهوض الأغلبية الدارفورية الصامتة، على أن الإقليم قد أخذ حصته من الموت والتشريد والترويع، وأن القاتل والمقتول هم أبناء دارفور، وأن الخاسر الأكبر هو مستقبل الإقليم الذي حُطِّمت بنياته الأساسية تحت مزاعم (فقدان التنمية)!

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]