حالة ممنوعه من الصرف
أُغمض عيني محتالة على النوم هروبا من ملاحقة طيفك ..تُفاجئ عيني أنها إدخرت من حسنك مايُشغلها بك ..حتى في غمضتها فلا ترى فرق بينك وبين الوجدان ..فقد عجزت عن الفصل بينكما ..أُحاول إنتزاعك مني لكنك جزء غير معلوم ..وأحاول أن أهجرك لكنني وجدت أنفاسي تلفظ إسمك ..وإذا حاولت أن أنساك ..يتجمد الدم في أوردتي ..وتغلي في عروقي براكين من اللهفه إليك لم يعد وجهك يفارقني وكلما أفكر فيك وأتخيل حياتي في عالمي أنهار باكيه بلا أسباب ..ينفطر قلبي وتندلع الأحزان ولا شاهد بين الجرح والنزيف سوى الالم ..أحداث تعصف بصميم أيامي ..تُضفي عليها ألواناً شتى لتتقلب بين المعقول واللامعقول وأنا وحدي أسير بخطى رُغما عني في درب موجع مجهول ..أتجاوز المدى القصير بتأن ورويه ..يحث الواقع خُطاي فلا تستجيب له ..
عبثت الحياة برحلتي الضاله فأتقدم خطوة وأعود ألفاً إلى الوراء ..وهناك خلف مخابئ الأحداث يقبع النداء تحت غطاء شخصك الخفي ..فيطلق عنانه المُطلق لينتشلني من فوهة الإحتمال واللاإحتمال بيد تجمع بين العنف واللين ..ثم يطلق لي المدى لأنتشله من ظرف مشابه ..كل هذا وأنا مازلت وحدي ..أسير بالخطي في دربي المجهول أُكابر صرخات دواخلي بإحساس يغطيني أن لاأذان ولا مسامع تُشاطرني المسير في وحشة هذا الدرب المجهول ..
تستوقفني منحنيات الطريق فأمتلئ من وحشتها ..وأعود مسافرة خلف ستار من أمطار الذكريات ..فحياتي أشبه بجسر صامت وسفينة إقتربت من شاطئ الحياة ..أين طيفك ..أين أنت ؟ مرت أيام الطفولة التي كنت فيها ولم ارك ..مرت في ذاكرتي صور كثيرة ولم أنسك ..واليوم اتصفح أوراقي لأاشاهد إسمك بين سطور كلماتي ..كأنك قنديلا يُضئ طريقي في ليل السفر ..
كأنك ملجأ لم يحميني من لعنة الأقدار ..إبتعدت وخلفت بعدك أسلحة أدمت قلبي ..فجرت سلاح الحزن في أعماقي .,ولكن مهما إبتعدت ورغم الهجر سأظل أبحث عني بداخلك ..وسأستكشف بكل أسلحة الرصد موطن الإحساس لديك ..فتلك الذكرى تُدهشني ..تُتعبني ..أُريدها أن تضمحل وتزول فقد فقدت القدرة على الإستمرار بكل أريحيه ..فالكل ينظر إلي بإتهام ..كأن ذكرانا منحوته على جبيني ..ذكرى ألم سببه أنا وأنت ..ذلك الجرح الذي جرحك ..وغزا كياني ..وبه خسرنا الحب وأسرفنا في الخسارة وكل وقت يمر علينا يلوح أخر ويسحب البساط من تحت الذي سبقه ليكمل هو الأخر المسير ..كما هو متفق فيما بينهما …
بدأت تتفتح أمامي زهور الألم والحب الذين وضعتهما في زمن ما بقالب النسيان ..بدأت تصرخ بأعلى صوتها معلنة الظهور وكسر ذلك القالب الزجاجي ..فأسمع تلك الهمسات والتي أعجز عن تمييزها ..
اي الم كان ذاك ؟ وأي لحظة حب تلك ؟
إنها مجرد حالة عبث ..عبثت الحياة بنا ..وكأن الحياة مجرد أسئلة تائهه وأحداث ضاجه وسط طوفان الحيرة والقلق ..عبثية الوقت أنك لا تستطيع إيقافه وكأنه يمر فوق شرايينك يقتلها ..يدميها ويتركها ينابيع جفت من شدة المراره ..كلها افكار تُمطر لحظاتنا بالقلق بهم لايوصف ..وكأننا في حلقة سياق محمومه من سيصل إلى خط النهايه ..ولاندرك أن خط النهايه ماهو إلا نقطة ختام للنبض والحب والتفاصيل مشبوبه بالالوان ..نذهب إلى حتفنا مُسرعين ..نلهث دون ترو يُذكر والزمن شاهد عيان على كل هذا التناقض ..وهذا الولع يقتل الفكر الباعث على إطمئنان هادئ ..ياله من وهم ندركه متأخرين ..لانه في الحقيقة أننا لا نبحث عنه بصدق ولانراه إلا من خلال قلق متراكم كالجبال ..ونتيجة كل هذا “الوهن ” هو الذي سيكون السيد ..وهو صاحب الكلمة الاخيرة لأنه يسعد بإشعال الجسد والفكر والذكريات ويتوزع في كل المناطق بهدوء يُبعث من جديد يُقلنا من طر يق إلى أخر نهايته مضاءة بالسواد وبدايته إشارة تحذيريه من مغبة السقوط في أفخاخ الفرح والولع وعشق ماله من قرار لا تستطيع الحفاظ عليه وبالتالي ..ترمي قلبك وتوجع قلب من سكن قلبك …
توقيع
إعذرني إن إسترسلت كثيرأً
فقد أخذت مني عُمراً جميلا ً..
[/JUSTIFY]كلمات على جدار القلب – صحيفة اليوم التالي