وكأنهم يجهضون برنامجهم الإصلاحي
*عندما لعنت السياسة قبل أيام نبهني صديق عزيز أن لا ألعن السياسة وإنما السياسيين، ولا أريد الدخول في مغالطة بيزنطية : هل الدجاجة قبل البيضة أم أن البيضة قبل الدجاحة،لأن حصيلة الأداء السياسي هو ما نحس به في حياتنا اليومية جراء هذه السياسات القائمة.
*قلت ذلك قبل أن يجيز المجلس الوطني الذي كان ينبغي أن يكون برلمان الشعب، لكن للأسف بأدائه الباصم دوماً يؤكد أنه برلمان الحزب الحاكم، يمرر سياساته وتشريعاته حسب مشيئة الحزب دون إعتبار لمصلحة الوطن والمواطنين.
*لن أتعرض لموقف رئيس المجلس الوطني الدكتور الفاتح عزالدين وهو يطرد رئيس الكتلة البرلمانية للمعارضة”حزب المؤتمر الشعبي” الدكتور اسماعيل حسين، فقد تناولته الأقلام الصحفية بما فيه الكفاية، لأن ما يهم المواطنين هو أن المجلس أجاز قانون الانتحابات لعام 2014م وسط إعتراضات ظاهرة من أعضاء المجلس القائم خاصة حول المادة 3 المتعلقة بإلغاء التمثيل النسبي الولائي، دون مشاركة باقي أهل اتلسودان.
* لسنا في حاجة لأن نذكر كل من يهمه الأمرأن دواعي الحوار الوطني كما جاءت في خطاب رئيس المؤتمر الوطني رئيس الجمهورية في خواتيم يناير الماضي مازالت قائمة، ولم تتم معالجة أية أزمة من الأزمات التي إستهدفتها مبادرة الحوار، بل زادت تعقيداً، خاصة الأزمة الٌتصادية، والأزمة الأمنية الناجمة من إستمرار النزاعات المسلحة حتى خلال شهر رمضان المبارك،وسط تصريحات سياسية بقرب تحقيق السلام يكذبها الوقع.
*على حزب المؤتمر الوطني ألا يعول كثيراً على ضعف الأحزاب السياسية – الموالية والمعارضة – فهو أيضاً يعاني من خلافات لم تعد خافية، ولن تفيده قرارات الإقصاء والإبعاد ولا حتى عودة”الشعبيين”إلى مظلته، مع غياب الإتفاق القومي الذي يتراضى عليه كل أهل السودان، بعد تهيئة المناخ الصحي للحوارلإرشاك “الجميع” في حلحلة الإختلالات السياسية و الإقتصادية والأمنية، والإتفاق على فترة إنتقالية بمشاركة حقيقية من القوي السياسية الفاعلة في البلاد، يتم فيها إجراء إنتخابات لقيام جمعية تأسيسية تكون مهمتها إعداد دستور أهل السودان، وتسريع خطوات الإنتقال السلمي للسطة ديمقراطياً .
*أما إذا أصر حزب المؤتمر الوطني على إجراء الإنتخابات بطريقته المعهودة، فإن النتيجة ستكون كما هو معروف إستمرار الوضع القائم بكل ما فيه من إختلالات سياسية وإقتصادية وأمنية، وبهذا يكون أهل المؤتمر الوطني وكأنهم يجهضون برنامج الإصلاح والتغييرالذي طرحوه لكل الاخرين للحوار حوله بهدف الوصول إلى إتفاق على إستراتيجية سودانية قومية تخرج الوطن والمواطنين من دوامة الخلافات والنزاعات، وتسهم في بناء مستقبل سودان “جميع” أهله..
*رمضان كريم
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]