وعود .. للتوثيق والمتابعة ..!!
:: أخيراً، أي بعد إحتراق أكثر من مائة وخمسون ألف نخلة بأكثر من خمسين قرية بثلاث محليات بالولاية الشمالية، وبعد أن بحت أصوات الصحف و المواقع الإلكترونية من الصراخ بغرض تنبيهها، شعرت السلطات الحكومية بالمخاطر وأجاع الناس، وشرعت في تشكيل لجان التحقيق وتوفير وسائل مكافحة الحرائق وتخصيص ميزانية لتعويض المتضررين..وهكذا أجهزة الدولة، مركزية كانت أو ولائية، إذ هي – وكأن قلوب سادتها مغلفة بجلود الحيتان والجواميس- لاتحس بأوجاع الناس ولا تسمع آهاتهم إلا في مرحلتي ( اليأس والإحتضار) ..المهم، شئ خير من لاشئ، وأن تأتي الحلول أخيراً – لهؤلاء المنكوبين – خير من ألا تأتي مطلقاً..!!
:: فالخبر، كما رصدته و وثقته هذه الصحيفة بعدد البارحة على لسان إبراهيم الخضر والي الشمالية، إجتمع مجلس وزراء حكومة الشمالية صباح الثلاثاء الفائت، وناقش قضية حرائق النخيل بمناطق المحس وسكوت، ثم قرر تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ولمعرفة أسباب الحرائق وتوفير عربات إطفاء بمناطق عبري و دلقو، وإعداد ورش التثقيف وإرسال فرق الإرشاد الزراعي إلى تلك المناطق تحت إشراف كلية الزراعة بجامعة دنقلا، ثم رصد ميزانية لتعويض المتضررين..ومنذ بداية هذه الحرائق، قبل أكثر من خمس سنوات، مطالب الناس لم تتجاوز هذه ( الأبجديات)..ولكن، لحكمة تعلمها هي، أو لأنها تعشق إذلال المواطن، تأخرت السلطات في تنفيذ تلك الأبجديات بالمناطق المنكوبة..!!
:: المهم، بعد حديثه لقسم الأخبار، تحدثت مع الوالي الخضر و أبديت ملاحظة..معظم الحرائق، إن لم تكن كلها، تشتعل في المناطق الواقعة ما بين ( دال وكجبار)، وهي المناطق المستهدفة بمشاريع السدود، وهذا شكل في أذهان الأهل بأن الحرائق لاتشتعل بمحض صدفة، و ليست إهمالاً كما يردد البعض.. بل تقف وراء كل حريقة عناصر مؤيدة للسدود بغرض تقليل أرقام إحصاء النخيل أو بغرض إرغام على الأهل على الهجرة والنزوح بحيث تتمكن الحكومة من تنفيذ السدود بلا متاعب ..الخضر لم ينف ولم يؤكد، ورغم ترجيحه كفة الإهمال وأخطاء النظافة، ترك أمر كشف الحقائق للجنة التحقيق، ثم قال – بالنص – كلاماً مهماً : ( كما تتهمنا عناصر بالمعارضة نستطيع أن نتهمها أيضاً، ولكن تبادل الإتهام ليس من مصلحة المتضررين، وعلينا أن نلتقي – بمختلف مكوناتنا السياسية- حول معرفة الأسباب و إزالتها وحماية النخيل وتقديم الخدمات لمواطني هذه المناطق)، هكذا كان الرد ..!!
:: وعلى كل، بما أن مناطق المحس وسكوت تعاني تهميشاً ملحوظاً منذ أحداث كجبار، وبما أنها أكثر المناطق حرائقاً، ثم أنها أكثر المناطق إفتقاراً للخدمات الأساسية بما فيها خدمات المياه والكهرباء التي تجاوزتها وعبرتها إلى وادي حلفا..لكل ذلك، كان على حكومة الخضر التعامل مع قضايا هذه المناطق ب (جدية وحصافة)، لقد شبعوا وعوداً..نعم، كثيرة هي وعود التنمية والخدمات التي سمعها مواطني تلك المناطق، ولكن تبخرت كل الوعود بما فيها (وعد الكهرباء).. ومع الحرائق المتتالية، فان حرمانهم من خدمات الكهرباء هي القضية الأساسية.. وبهذا الحرمان لم يعد هناك مواطناً بالمحس والسكوت يثق في وعود الحكومة وأنشطتها ( إيجابية كانت أو سلبية)..وإن كانت الحكومة جادة في توفير مناخ الإستقرار والإنتاج بالمحس وسكوت، و ليس مناخ التهجير والنزوح، فلتبدأ بتوفير الكهرباء ..!!
[/JUSTIFY]
الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]
يا اخ الطاهر
كل الولاية الشمالية تعانى التهميش وهى افقر مناطق السودان
وانسان الولاية يفتقر الى ابسط الاساسيات ولا توجد خطط للتنمية فى الشمالية اسوة بباقى الولايات بل الشماليون يعانون التهميش حتى فى الولايات الاخرى لاستشراء القبلية والجهوية
ماذا نفعل هل نتمرد ونحمل السلاح ؟