احلام مستغانمي

إلى غزة دون مناسبة تقريباً (2)

إلى غزة دون مناسبة تقريباً ( 2 )
[JUSTIFY] من يحاسب بني صهيون الجالسين فوق القانون، و يقودهم إلى المحاكم ونحن في كرنفال العدالة الدولية .نكبتنا الحقيقية، أنّنا أنفقنا آلاف المليارات في شراء الأسلحة، و ما استطعنا أن نشتري الاحترام و لا الإنصاف. الذين ينهبوننا وطنا وطناً، لا وقت لهم لسماعنا. المأساة… أنّ صوتنا لا يصل، و لا قضايانا تصل، و لا عدد ضحايانا يدخل في بورصة أرواح البشر ، و ما نفع أموالنا إن كنّا ديوك تصيح في حيٍّ لا يسمعها أحد؟!
إسرائيل محصنة ضدّ الحقيقة. الكلّ وقع في أحضانها عن خوف أو عن تواطؤ، بإمكاننا في أيّ بلد عربي أن نقول ما نشاء، لا أحد معنيّ بصرخاتنا .فائض الدم العربيّ أجاز للعالم ألّا يحترمنا. نُطالب بكرامة موتانا، الذين لا رقماً محدداً لهم . الكرامة لا تحتاج إلى درس في الحساب بل إلى درس في الحياء.
ذلك الرقم العربي الضائع دوماً ، هو الذي صنع مهانتنا بين الأمم.
أمام مآثر القتلة… نطالب بعنفوان القتيل. تشنّ إسرائيل حرباً من أجل جنديين اثنين فتدمرّ جنوب لبنان عن بكرة أبيه… وتستبيح مليون فلسطينيّ في غزة بحثاً عن إسرائيلي واحد . ونتفرّج عليها تقتل و تحرق البشر .تقضي على حياة 6000 شخص بين قتيل و جريح، و تجوّع شعباً كاملاً و تقطع عنه الدواء و الكهرباء، و تسدّ كلّ منافذ الحياة إليه و لا يتحرّك لنا ساكناً.هل كانت لتفعل هذا لو كانت تدري أنّ على رأس هذه الأمّة رجالا سيقفون في وجهها و يخجلون لاحقاً من استقبال مجرميها.
من مذلّة الحمار صنع الحصان مجده. فمن غيرنا صنع مجد إسرائيل وقبّل يدها و قَبِلَ أن يتفاوض مع حذائها!
غزّة المغدورة بدمعها، ببحرها، بسمائها، بمائها، المغدورة بجراحها، بدمها، بعتمتها، بليلها و نهارها، برغيفها المنتظر، بسيارة إسعافٍ لا تحضر، بأمنية انفتاح مَعْبَر ليس أكثر .غزّة التي أحببناها عندما ما عاد لها من عيون لترى حُبّنا، و لا كهرباء لتشاهد مظاهراتنا و مهرجاناتنا من أجلها، وبعثنا لها بمساعدات حين أصبح عليها الذهاب تحت النار لإحضارها، وصلّينا لنصرتها بعد أن انهدّت على مصلّيها المساجد.نعتذر لها و هي في منتصف قافلة الشهداء، لأنّنا لا نملك من أجلها سوى دموع و حياء.
[/JUSTIFY]

الكاتبة : أحلام مستغانمي