منصور الصويم

انجمامة


[JUSTIFY]
انجمامة

مرة أخرى، نتيح المساحة للروائية والكاتبة سارة الجاك، وهي (مباشرة) تقدم طبق (بليلة) لنا جميعاً:-

قالت الأسطورة: بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر.

المباشر صاحب الوجة المبتسم المبشر، المكاشر صاحب الوجة العبوس المكشر.

رغم الاختلاف في القيمة المادية التي يقدمها المباشر، والقيمة المادية التي يقدمها المكاشر، إلا أن الأفضلية للأدنى المزدانة بالقبول، على أقل مستوى من مستويات التعامل الإنساني، من تلك الأعلى المشوهة بالرفض، أيضاً على أقل مستوى من مستويات التباعد الإنساني، وعادة ما تشكل إطلالتك الأولى المعبر الذي تعرف به نفسك لآخرين، قرُبت المسافة بينك وبينهم في العلاقة أو بعُدت أو لم تسمي بعد أي علاقة في طور التكوين، ولأن لتلك الإطلالة التأثير على قبولهم لك أو رفضهم لك، احرص على تصميم تلك الإطلالة، لا تكلف نفسك فوق طاقتها، فقط تذكر أن ابتسامتك في وجه أخيك صدقة، إن كنت من الذين لا يؤمنون بالصدقة، تذكر أن من اللباقة أن تبتسم، دعك عن الفائدة الصحية للابتسامة كمبتدر للضحك ذي الفائدة الأكبر، لكننا هنا نحتاج الابتسامة (بسمة بس)، بوضعك لهذه الموتيفا غير المكلفة تكن قد أكملت تصميم إطلالتك التي عبرها، تعبر إلى حيث تريد، تكتمل اللوحة بعبارات الاستئذان والشكر، وهي عبارات تدل على التهذيب وليس الضعف، وسترفع من أسهمك في رحلة قبولك عند الآخر، الذي يتعامل معك بذات المفاهيم، أو قد تنقل المتعامل معك وله مفاهيم مغايرة إلى أفق أكثر رحابة يختبر فيها السلوك الذي استخدمته معه، عندما يتأكد من جدواه، يتبناه ثم يعيشه وينقله إلى آخر، لتكن حصيفاً، لا تناقش الآخر وكأنه يسكن معك داخل جغرافيا ذاكرتك، ودهاليز تفكيرك، لأنه يسكن داخل جغرافيته ودهاليز تفكيره هو. إذن، عليكما اختيار أيسر وأبسط الطرق لنقل ما يعتمل في هذه الدهاليز، لنستمع جيدا ونؤمن على ما سمعنا، ليس لأننا نوافقه، بل لأننا نوافق أن هذا رأيه، ومن ثم نبحث عن أقرب النقاط المتفق عليها أو التي يمكن أن نتفق عليها، منها نتحاور، ونتابع النقطة التي تليها وهكذا، حتى النقطة التي لا يمكننا الاتفاق عليها نهائيا، هذه علينا قبولها هكذا على علاتها، أو الاعتراف بأنه لا يمكن التعايش معها نهائيا، وهنا نفرد لها مساحة الحب بأشكاله المختلفة ومسمياته المتعددة وأبعاده اللامرئية، مؤكد سيحتويها، وإن لم يستطع، لنحتفظ بمساحات الود السابقة ولا تكن هي القشة التي قصمت ظهر البعير.

هكذا نكون أسسنا لمحيط من الثقة، يرعى كل علاقاتنا الإنسانية بكل مستوياتها، قد يختلف معي البعض لكن الإنسان السوي مفطور على ما كتبت، أما غير السوي نتكاتف لنعيده لفطرته.. حبوا تصحوا وباشروا وما تكاشروا.

سارة الجاك

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي