يجوا عائدين
قد مرت ذكرى انفصال الجنوب والناس في هموم جمة.. حتى إن جاء الامر في ثياب الحث على التذكر.. لم نكسب بالانفصال ولم يكسب الجنوبيون الذين عندما ارادوا الانفصال حسبونا في خانة المستعمر.. رغم ان ما يفرق بيننا كثيراً من معتقد وعرق وتقاليد الا ان الانفصال احدث عندنا اثار كبيرة كما انهم اي الاخوة الجنوبيين «ان جازت الخوة» لم يستثمروا فرصة الدولة الجديدة التي لها بترول.. واحبط الجنوبيون الدول التي ساندتهم ورعت فكرة الانفصال وسرعان ما انهاروا ودخلوا في معارك اضاعت الفرصة الذهبية لهذه الدولة الوليدة.. وهكذا تعسرت الدولة المتبرعمة.. وبدأت الوجوه الجنوبية في رحلة البحث عن الامان والتي يجد فيها الكثير من الجنوبيين واجهتها السودان.. ذلك القديم المخبور.. حيث على اختلاف ثقافات كانوا يجدون فيه الامان.. كثرة العودة للسودان نلحظها في ازدياد تعداد هؤلاء في المواصلات العامة والراجلين في مواقع الخدمات.. نعم هذه المرة هناك اكثر من دولة ووجهة يلجأون اليها .. لم يخطيء الراحل د. جون قرنق حينما عد شمال السودان في مصاف الامتصاص للاحتكاك بين القبائل الجنوبية.. مرت ثلاث سنوات والمواطن الجنوبي لا يتذوق نكهة انفصاله من دولته الام بعد ان ملأ الدنيا فرحاً بهذا الفراق غير الوامق.. المهم ليس من باب الحكمة استدعاء لحظات ما قبل وبعد الانفصال ولحظات الانفصال ذاتها هذا امر قد ذهب في احكام (المسلم به) واصبحنا امام آثار داخلية بائنة وجوار متفجر الاوضاع.. ويبدو ان الجنوب دائماً في مضابط القلق لهذا الشمال.. ومن مصلحتنا الآن أن «يبرد الجماعة ديل» بمعنى ان يحاول لملمة دولتهم في حكمة حتى لا تصبح مجموعة كيانات متفلتة تهدد أمنهم وأمن دول الجوار.. لسنا سعداء بصراعهم وقلاقلهم كما اننا لا نكون للوافدين الا ذلك الحضن الذي يلم شمل الحيارى والتعابا من دول الجوار الذين هم الآن شركاؤنا في الغلاء والعيش الصعب.. لا ندري هل صفت نفوس اخوتنا الجنوبيين تجاهنا.. بعد أن عرفوا العلة لم تكن فينا بقدر ما كانت موزعة هنا وهناك.. ترى هل سيبقى الجنوب موحداً أم ينقسم وينفصل ما بين قبائله وابنائه الطامحون في السلطة.
آخر الكلام..
فات وعدى زمن التحسر على انفصال الجنوب وبردت النيران… على فكرة اقتطاع الارض في ظل استمرار وتيرة العداء التي تكتنف النخب والساسة الجنوبيون الذين لا يريدون لمواطنهم الهدوء في كل الظروف، إن كانوا في وحدة الشمال أو تباعد وانفصال.. «اها مبروك عيد الميلاد الثالث»..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]