سيدي غندور.. تمرد
* نظم سكان حي الهدى بمحلية شرق النيل أمس الأول إفطاراً رمضانياً من (ذوات الخمس نجوم) وذلك نسبة لمقامات الحضور ودرجات المباني والمعاني في حي يعتبر الأنموذج في هذه الضاحية الشرقية، والقصة لعمري لا تكمن في هذه (المباني الصماء) برغم روعتها ولكن العبقرية تكمن في منطق أهلها وأدبيات تعاونهم وتكاتفهم وترابطهم..
* نظم الإفطار على شرف المواطن (إبراهيم غندور) كما ازدان المكان إشراقاً وتشريفاً بحضور الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم، فضلاً عن دكتور عمار حامد معتمد محلية شرق النيل، وحشد من الرسميين والشعبيين وأهل الحي.
* تزامن دخولي إلى دار الإفطار مع وصول رجل الأعمال الشاب السيد البرجوب عضو البرلمان عن دائرة أبوحمد، فانتبهت إلى أن الرجل يحمل تمراً وقارورة ماء، فقال لي.. هنالك احتمالات كثيرة في مثل هذه المحافل ربما تجعلك خارج (الفورمة) فعلى الأقل أنا أحمل ما يكفي لتحليل صيامي.!
*واقعة الأخ البرجوب ذكرتني بطرفة حكاها لي يوماً الأخ الأستاذ عبد الله حميدة رجل المعارف والمصارف، قال لي: (كنا ذات يوم نلبي دعوة غداء بمنزل الدكتور أحمد زين العابدين)، فشارفت الساعة الخامسة عصراً ولم يأت الغداء، فقال لهم الرجل: (انتو ما اتغديتو) قالوا: كيف ذلك وأنت الذي دعوتنا لتناول وجبة الغداء، فسرد لهم قصة والدته قال: إن والدته تحرص على تناول وجبة الغداء في بيتها قبل أن تخرج لتلبية أية دعوة، فسألوها عن سر ذلك؟ فقالت: (يمكن الغداء يكون انتهى، ويمكن ما يعجبني.. ويمكن ويمكن).
* ليس لمنظمي هذا الإفطار ذنب سوى أنهم اتبعوا ذات التقاليد العتيقة أن يعزلوا السادة (البهوات) في طاولة خاصة، ثم يجعلوا عامة الناس على قارعة المشهد، فعلى الأقل أن القصة التي اجتمعنا لها هي (شعيرة الصيام) تمنيت لو ترك الأمر كشعيرة الصلاة، أن يصطف الناس دون النظر إلى وظائفهم ومقاماتهم حتى تكتمل الرسالة التي احتشدوا لها.
*وللذين يقرأون بتطرف، فلقد وفر لي الأخ الصديق عبد الرحمن رضوان أحد وجهاء الحي ورجل إعلام الولاية المعروف.. وفر لي فرصة في (طاولة كبار الزوار).. فهربت إلى حيث (النجيلة والعصيدة) لكن نمت لدي فكرة.
* فلماذا لا يتمرد مسؤولونا على هذا التقليد لتكون رسالة وجودهم بين الجماهير أبلغ، كأن ينهض البروف من قيد تلك الجلسة المسندة إلى إحدى صواني العامة لدرجة أن تجعل أحد الدهماء يقسم بالله إنه شارك معالي المساعد.. وأن يفعل الشيء ذاته الدكتور الخضر، صحيح أن وجود مسؤولينا في المناسبات العامة شيء مطلوب، لكن نزولهم أكثر يجعل الرسالة لا تحتاج (لحامل إعلامي) أو كاميرا، فالقصة هنا تتحدث عن نفسها، نعاني نحن معاشر الصحفيين كثيراً في مثل هذه المناسبات لنظفر بمعلومة نسبة للطوق والعزل الذي يضرب حولهم.
* انتهزت اللجنة الشعبية ومنظمو الاحتفال فرصة هذا الحضور الكبير ليوظفوه لصالح خدمات الحي سيما الأمن والمياه، وهذا مال تضافرت عليه كل الكلمات وتحالفت عليه كل المقامات.
* شكراً أخي عبد الوهاب.. شكراً لكل الذين ساهموا في هذا (الاحتشاد الطيب) ونسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناتهم ويتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وأن يعتق رقابنا من النار ويعتق (رقبة بلدنا) من الجور والحصار.
[/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]