فدوى موسى

نجاحكم سرانا!

[JUSTIFY]
نجاحكم سرانا!

احتفت معظم البيوتات السودانية في اليومين الماضيين بنجاح أبنائها وبناتها في امتحان الشهادة السودانية.. حبست الأسرة أنفاسها لحظات إعلان النتيجة وعاشت لحظات ما بين الترقب والأمل.. مبروك النجاح والف دعوة بالتوفيق لاحقاً للذين لم تكن الحظوظ معهم في الدور الأول من الامتحانات.. الشاهد أن امتحان الشهادة هو امتحان الأسرة كاملة، حيث غالباً ما يكون الإلتزام والاستعداد جماعياً في شكل الفرد الممتحن.. تبدأ الطقوس الامتحانية منذ بداية العام حيث يدخل أفراد الأسرة للممتحن في برنامج تهيئة البيئة للمذاكرة وبوعي أو بلا وعي يضبط إيقاع البيت على برنامج جدول هذا الممتحن.. التحية للأمهات وهن يحملن هم المستقبل ويستبقون الجميع في التخطيط والترتيب له.. فالبطل في قصة النجاح دائماً هي الأم التي تحتمل عدم احتمال بعض الأبناء للمصابرة والمثابرة على الاجتهاد، فإن كان النجاح يهدي بدرجاته فهي الحفية بهذا الدرجات واستحوازها.. فإن كانت المؤسسة الدراسية بذات قدر همتها فإن النتيجة لا محال التفوق. أمهات في المناقد!: التحية لهؤلاء النسوة الكادحات تحت الظلال غير الممتدة في الطرقات وهن يحررن شيكات ضمان لمستقبل أبنائهن.. ستات الشاي والبائعات في ظروف صعبة وهن يلتمسن الرزق الحلال لأسر خلفهن.. فيها الممتحن وفيها الطالب الجامعي أو الطالب وطموح وأحلام لا تحدها حدود الواقع القاسي، التحية لهن وهن يوفرن اللقمة لهم ورسوم الامتحان وتكاليف الكتب والمذكرات.. التحية للمرأة الدارفورية وهي تجابه الظروف المعروفة وتيسر لأبنائها أجواء النجاح الممكن وبعض المستحيل.. التحية لهن وهن يقمن بمجهود بدني خارق من أجل الحصول على الماء والمأكل ومن ثم تفرد لأبنائها أفكار الطموح والمستقبل.. التحية للمرأة الكردفانية خاصة في الجبال، وهي تجعل فكرة الامتحان والنجاح أمراً على أرض الواقع نفاذاً فوق الصعاب الأمنية وتجاوزاً للتفلت والنزاع.. التحية للمرأة الشرقاوية رغم قساوة الظروف وصعوبتها وهي لا تجمع حدوداً لأحلام أبنائها في الغد المشرق.. التحية للمرأة في الشمال جمعية وهي تعلي من همم أبنائها و تقف نخلة شامخة خلف أبنائها وبناتها، التحية للمرأة في أواسط البلاد وأنحائها المتفرقة وهي تقفز وتعبر بالزمن لأفكار الغد الأفضل.. ما أعظم النساء في بلادي وإنهن يؤسسن النجاح والمستقبل من عدم الحال في ظل تعب رب البيت في مكابدة السعي والرزق.. والتحية لهن عندما يُمتحن رب البيت في عافيته أو في مصيره المحتوم، فيخرجن للمجتمع أمهات مثاليات يخرجن الأجيال جيلاً من بعد جيل.. من قلوبنا نحي نجاحهن ونجاح أبنائهن وبناتهن. آخر الكلام: (ستي)..(ستهم).. مبروك النجاح وزاد قلبي انشراح.. أدفري قدام فمازال السودان في انتظار الناجحين والذين لا ييأسون من فكرة محاولة النجاح أكثر من مرة.. ولا تحملوا هم مادام النساء واعيات بدورهن وأكيد بكرة أحلى وأطيب.. (مبروك ياشباب.. إن شاء الله دائماً ناجحين).
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]