لبنى عثمان

عاشقة ..الخيال

[JUSTIFY]
عاشقة ..الخيال

أجلس بين طيات سريري والظلام الموحش يحيط بي من كل جانب ..أحاول معرفة الحقائق الى طمستها الأيام ولعب بها ظلام الليل وهي تكاد تكون واضحة كالشمس عندما تكون في كبد السماء ..
إرتجفت لا إراديا عندما صفع الهواء البارد ملامح وجهي التى أحاول جاهدة جعلها دافئة وبعد ثوان إكتشفت أن الواقع هو من صفعني كي يثبت لي أني كنت عاجزة عن فهم الحقائق وأنني لا أملك سوى إجبار قلمي على البوح بهذا الاحساس ..إحساس أني كنت في بحور بلا شطآن وأني قد أضعت مفاتيح كياني ..فتاهت روحي ..ولكن لعل صفعة الواقع قد أعادتني الى أرضي وإلى نفسي ..
والأن أدركت الذي كان ومضى ..فطويت صفحة الاحزان ونسيت أمالاً وخُطى كنت على الشوك أمشيها ..
وعدت لعادتي ..كل مطر أمزج الشوق والحنين بدعاء لايسمعه سوى قلبي ..أدعو بما أشتهيه يقينا بأنه سيتحقق ..
بالأمس أمطرت وأمطرت بكل الحب الذي زرعته في قلبي يوما وبكل معاني الشوق الذي أحرق أطرافي في غيابك ..وبكل الوحدة التى سكنت ضلوعي في رحيلك ..دعوت بأن تجمع اقدارنا يوما قلوبنا حتى وإن تناءت أجسادنا ..
تراقصت كل لحظاتنا معا في مخيلتي ..فقد زرعت في قلبي الحب لكل مافي الوجود لم تكن تحاول أن تسرق قلبي بقدر ماكنت أنت ذاك الكائن الرهيب الذي لايشبه سواك لم أقدر على مقاومة الهالة السحرية التى تحيط بهيبتك ..ولم اكن اعلم انني سأقع ضحية قلبك ..لأنني لم اكن يوما سوى عاشقة بريئة ..رسمتك في خيالها وحملتك في احشاء قلبها وتمخضت حبك كياناً نما وترعرع بين يدي واقعها ..
ولم تجد غير دعاء في جوف الليل في أن تكون يوما حقيقة ..
لكن كيف تكون ذلك وأنا لم أكن أكلمك يوما ..وأنت لم تكن انت سوى في مخيلتي المليئة بالصور المتراكمه فيها ..تلك الصور التي خلت مني وإمتلأت بك أنت وحدك ..ومجرد أخيلة رسمتها لي ولك ..ولأطفال الورق ..
فانت ياسيدي لم تكن خائنا ولا مخادعا وغداراً ولا كاذبا ..لم تكن سوى رجل رائع لم يعرف من أنا ولم يلقني ولم يلمحنى حتى ..فانا كما أعتدت بمواعيدي الوهمية معك ..كنت متشحة بسواد مُر حالك ..حال دون أن تلحظ وجودي ..
ولكن لم تنته الحكاية بعد كل ذلك ..
لانك من أسرت القلب وسلبت العقل والافكار ..لانك شمس تمارس فن الشروق كل صباح على مروج حياتي
لم تنته حكايتي معك ياسيدي ..فليست كل الكمات الهاربة من سطورها قادرة على إزالة الهوى من الشرايين ..فقد كنت كل شئ بك ..ولم تتح لي القصص والروايات ولا لغات الارض كلها كلمات أضاهي بها وجودك بحياتي ..وجودٌ عجز الخيال عن إحتوائه ..
حياتي دونك سراب ..لوعه وشقاء ..محض هباء ..انهمك فيها افتش عنك في الروض والزهر والجنة الفيحاء ..اطير من غصن إلى غصن بلا أمل ولا سلوى ..أعبر المحال إلى المحال ..أنا وأصحو على طيف يزور أحلامي ..يغرد بقلبي لكي أملك الحلم ..وراء ظلال سطوتك امضي وتبحر بي لهفة الشوق إلى شاطئ الوعد ..فأنت الحضور المتوج بالنظر.. مهما بعدت فلن أُغلق الطرقات إليك ..
عشقتك في خيالاتي ..عشقتك في أول موسم حب ..فكنت الظلال وكنت الزهر وكنت ملاذ إغترابي وضوء القمر ..تصورتك الدنيا كلها ووهبتك أحلام عمري وغدوت بالنسبة إلى أقرب من رموش عيني واسكنتك في قلبي واقفلت عليك جميع أبوابة حتى أحرسك من كل نسمة هواء ..وأصبح إسمك الكلمة التى تفرض نفسها على لساني ..وأصبح حديثك هو المعنى الذي يبقى في وجداني ..
أحببتك كنجوم متلألئه تُضئ ظلمات نفسي ..وعشقتك خيوط فجر يحاول أن يرسم صباحا ً جديداً في حياتي ..وسأحبك دوماً أملاً أتمسك فيه وأرفض أن أتخلي عنه وطناً لا أستطيع العيش بعيداً عن أرضه ..

**نقطة ضوء **
مساءات الظلام من عميق الأمنيات
جاء غيثا يحمل كل خيالات الأحلام ..

[/JUSTIFY]

كلمات على جدار القلب – صحيفة اليوم التالي