مرتبات نيالا
*جاء في أخبار الأمس “هاجمت مجموعة مسلمة تضم 7 أشخاص على متن سيارة (لاندكروزر) بدون لوحات، مقر شركة صينية بحي النهضة بنيالا واستولت على مبلغ 30.800 جنيه عبارة عن مرتبات العاملين بالشركة ثم فرت المجموعة إلى جهة غير معلومة”.
*يأتي هذا النبأ المفجع من ولاية جنوب دارفر ولم يجف بعد دم الشهيد المعتمد عبد الله يس محمد معتمد محلية كتيلا بالولاية نفسها، الذي دفع حياته ثمناً لمرتبات عامليه التي كان يحملها من عاصمة الولاية في طريقها إلى محليته، بحيث قام الجناة هذه المرة بعملية مزدوجة انتهت بجريمتي قتل ونهب.
*ويكاد لا يمضي (شهر مرتبات) إلا ونفجع بجريمة هي في كل مرة أفظع من أخواتها بأن جناة يمتطون سيارة ذات دفع رباعي قد قطعوا الطريق على (سيارة المرتبات) أو خزنتها وسدنتها فنهبوا وقتلوا..
*ولما كنت أزور مدينة نيالا منذ شهور حرصت أن أزور بنك السودان نيالا الذي تعرض هو الآخر في فترة سابقة إلى عملية نهب جريئة جداً في وضح النهار، وازدادت حيرتي ودهشتي لما وجدت مقر البنك يقبع في وسط المدينة وعلى مقربة من مقارات رئاسات الأجهزة الأمنية..
*فالذي يقرأ ويتأمل في كل عمليات النهب التي تتم داخل مدينة نيالا وما حولها لا يحتاج إلى عبقرية ليكتشف أن ثمة مصدر معلومات وتواصل بين (مكان الجريمة الافتراضية) وبين (مجموعة اللاند كروزر)، على أن الجريمة تبدأ بزرع مصدر في مكان أو متحرك (الغنيمة المرتقبة) ومن ثم تتواصل تراجيديا العملية الإجرامية..
*ومما لا شك فيه، وهذا تدركه الجهات الأمنية أكثر من الآخرين، أن ثمة علاقة أخرى بين (جرأة قطاع الطرق) من جهة وبين تراخي العملية الأمنية من جهة أخرى..
*فعلى الأقل هنالك فرص كبيرة وعديدة لإفلات المجرمين، فكل تلك المشاهد تنتهي بفقرة “ولاذ المجرمون بالفرار إلى جهة غير معلومة”، وفي الحالات القليلة التي يتم فيها القبض على الجناة تنتهي القصة بدراما محاكمة ماراثونية ربما تنتهي إلى عمليات عفو مخرجات الدوحة أو غيرها من العواصم.
*الرأي عندي أن نضطلع بعمليتين اثنتين (لنجاة المرتبات وحملتها)، العملية الأولى أن تضرب سرية كبيرة على مكامن ومظان الفلوس ومتحركات الصرافين والمعتمدين.
*والعملية الأخرى تكمن في (فرض هيبة الدولة) كأن توضع هذه الولاية تحت قوانين استثنائي يخول للسلطات إنزال العقاب الرادع في مكان الجريمة ذاتها حتى تكون لنا دولة وصولة ترهب وتخشى مسيرة شهر كامل.
*وأتصور أن (الخرطوم) تبرم أمراً ما، فعلى الأقل أن أحدث تصريح للرئيس البشير قد بشرنا بنهاية التمرد والفلتات في الإقليم بنهاية هذا العام، فلا شك أن القصة تتمحور حول (فرض هيبة القانون وقوة الدولة).
[/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]