زهير السراج

زمن عبود جابر


[ALIGN=CENTER]زمن عبود جابر[/ALIGN] * لا أدرى لماذا كلما قرأت تصريحا للسيد عبود جابر، تذكرت النكتة المعروفة التى تروى عن المواطن السودانى ( جبرا جابر جبور) الذى زار ألمانيا الاتحادية فى منتصف السبعينيات، وقال قولته الشهيرة ــ مع تعديل طفيف لزوم النشر الصحفى ــ .. ( جبرا جابر جبور، من بطن أمو للقبور)، وسأسرد على مسامعكم النكتة فى مكان آخر من هذا العامود !!

* ولكن دعونى قبل ذلك انقل هنا ما جاء على لسان السيد ( عبود جابر )، وهو حسب الصحف ووسائل الاعلام السودانية، رئيس هيئة الاحزاب والتنظيمات السياسية، ولا أعرف عنه أكثر من هذه المعلومة ولم يحصل لى الشرف بمقابلة سيادته من قبل، ولو وقف امامى الان لما عرفته، ولكننى أتشرف بقراءة تصريحاته الصحفية من حين لآخر، فتثير لدى رغبة شديدة للكتابة !!

* جاء فى صحيفة ( الأخبار) الغراء نقلا عن وكالة الانباء السودانية الحكومية المعروفة بـ( سونا ) الاتى :
( اعلنت هيئة الاحزاب والتنظيمات السياسية انها ستتقدم بمقترح لحكومة الوحدة الوطنية لتقديم الدعوة للرئيس الامريكى باراك اوباما لزيارة السودان فى اطار ترقية وتطويرالعلاقات بين البلدين، ويتوقع ان تكون للزيارة انعكاسات سياسية واستراتيجية على الاصعدة كافة.
واكد عبود جابر رئيس الهيئة ــ حسب (سونا)ــ عدم ممانعة ادارة اوباما فى اجابة الدعوة، التى تعتبر سانحة لمعالجة الاوضاع والمفاهيم السالبة عن الشعب السودانى التى خلفتها ادارة بوش، توطئةً لاستئناف العلاقات بين شعبى البلدين.) انتهى الخبر !!

* عندما قرأت هذا الخبر لم أدر هل كان السيد عبود جابر يمزح، أم أن ( سونا ) قد انهارت لدرجة انها لم تعد تميز بين الجد والهزل والخبر والنكتة، أم أننى لم أعد أفهم! وأرجح الاجابة الأخيرة، فالذى يحدث لنا كفيل بأن يجعلنا بلهاء وليس فقط أغبياء، والحمدلله الذى لا يحمد على مكروه سواه !!

* ولكن ألا تتفقون معى أن هنالك ما يدهش أو يحير فى هذا الخبر، فإذا فهمنا مطالبة السيد جابر للحكومة السودانية بتوجيه الدعوة للرئيس الامريكى لزيارة السودان، فكيف نفهم تأكيدات سيادته بأن أوباما سيلبى الدعوة، ولكن ما يدهش أكثر هو إحتفاء ( سونا ) بهذه التصريحات الغريبة، إلا إذا كانت هى الوحيدة فى العالم التى تعرف نبأ تعيين السيد جابر فى منصب الناطق الرسمى للبيت الأبيض !!

* نأتى الآن لـ(جبرا جابر جبور) الذى تصادف أثناء زيارته لألمانيا وفاة أحد الموظفين فى الشركة التى كان يقضى فيها فترة تدريبية قصيرة، وعندما ذهب للتشييع، فوجئ بأن معظم المدفونين فى المقابر عاشوا سنوات قليلة حسب المكتوب على شواهد قبورهم، فسأل أحد زملائه الألمان لماذا يموت الناس هنا فى أعمار صغيرة، فأجابه بأن المكتوب على الشواهد هو عدد السنوات السعيدة التى عاشها الموتى وليست أعمارهم الحقيقية، وهنا عقد جابر مقارنة سريعة وذكية بين السودان وألمانيا، وقال قولته الشهيرة إنه عندما يموت سيكتب على قبره ..( جبرا جابر جبور، من بطن أمو للقبور !! ).

* كان ذلك رأى جبرا جابر جبور فى حياتنا فى ذلك الزمن الجميل، فماذا سيكون رأيه يا ترى لوحضر زمن عبود جابر ؟!

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: – 2009-05-31


تعليق واحد

  1. هي أحلام وامال وأشواق مبنية علي فرضية قد تصيب وقد تخيب .. !! قال خبر قال ..!!
    ووحياتك يادكتورنا لو حضر جبرا زمان المهازل هذا كان طلع ميت من بطن أمه ..!!

  2. الدكتور زهير تحياتي
    والله لقد اصبنا بالتبلد السياسي من صحافتكم العجيبة هذه والله إذا كانت الحملة
    الإنتخابية هذه بدايتها أخي زهير فعلى هذه الجمهورية السلام
    هل تحسن العلاقات مع واشنطون صار الآن من الإنجازات ؟؟ هل هذه دعاية لهؤلاء أم دعاية إانتخابية للسناتور أوباما؟؟؟ لقد صدق حديثك عن الصحف ووزارة الإعلام وتعيش كتير تشوف كتير