عبد اللطيف البوني

وأمريكي آخر جميل


[JUSTIFY]
وأمريكي آخر جميل

رمية :-
من عاداتي الرمضانية أن أكون قريباً جداً من شيخي العارف بالله ابن عطاء الله السكندري في حكمه القدسية بمختلف الشروح وفي ذلك الصباح الرمضاني بعد أن وضعت الكتاب جانباً وركبت السيارة متجهاً للخرطوم بدعوة من صديق عزيز ونادر لمقابلة زائر أمريكي قلت سبحان الله من قمة الروحانيات إلى قمة الماديات وعزيت نفسي بـ(أنه حال الدنيا).
العصاية :-
في بهو فندق السلام روتانا جلست إلى الدكتور جيف بيرينز الناشط الاجتماعي الأمريكي الذي يزور البلاد بدعوة من منظمة جسور السودانية لحضور تأبين بيل أرموني (لا أعرف عنه شيئاً فمعذرة) ولإقامة يوم صلاة من أجل السلام في السودان شرح لي جيف طبيعة منظمته التي يمكن ترجمة اسمها ترجمة غير حرفية بـ(متجردين للسلام) وكيف إنها نشأت من أجل التسامح والتصالح والتقارب بين الناس من مختلف الملل والنحل وكيف أنها توسعت داخل أمريكا وأصبحت لها نتائج ملموسة وكيف أقامت سياسة موازية للسياسة الرسمية الأمريكية ثم بعد ذلك توسعت في عملها وخرجت من الولايات المتحدة بذات أهدافها لتصبح عالمية التوجه فاتصلت بنظائرها الموجودة خارج أمريكا ولما سألته عن السودان وصفه بأنه بلد واعد بالنسبة لهم وذلك من خلال معرفته بسودانيين في أمريكا ومن خلال زيارتيه للسودان الأولى كانت في العام الماضي سألته عن المقاطعة الأمريكية للسودان فقال إنه بصفة شخصية يمقت كلمة مقاطعة هذه ولكنه لايهتم كثيرًا بما تفعله الحكومات فقلت له لكن المقاطعة الأمريكية للسودان أثرها على المواطن السوداني العادي البعيد عن الحكومة لا يمكن تصوره فاعترف لي أنهم في أمريكا يجهلون هذا الأمر ولكنه متأكد كمنظمة مدنية طوعية غير حكومية لن تجرؤ الحكومة الأمريكية على إعاقة عمله في أي مكان يختاره وعن ما يؤدون تقديمه للسودان قال دكتور جيف إنهم مهتمون بتنمية القدرات في مجال النشاط المدني ثم التعليم والصحة وأضاف بأنه متفائل جدًا بأنهم سوف يصيبون نجاحاً غير عادي في السودان فالسودانيون في تقديره أناس يستاهلون كل خير قلت له مداعباً لكن الحكومات في البلدين لاتشاطركم في هذا الحماس فرد بذات الدعابة مثلما نحن كمجتمع مدني استطعنا تجاوز حكومتنا وبمنتهى الدستورية فمن واجب نظرائنا في السودان أن تكون لهم ذات القدرات فنحن لن نتدخل بين تلك المنظمات وحكوماتها فهذا عملها ولو كان يعرف العربية الدارجية السودانية لقال (ياكلوا نارهم ).
كسرة :-
أسرني الرجل بحديثه فسألته من أين جاءك هذا التسامح وقبول الآخر ؟ فحكى لي قصة شخصية طويلة ومثيرة وكيف أنه كان قسيساً كارهاً لأي شيء له صلة بالإسلام والمسلمين وكيف أنه كان داعمًا لإسرائيل وكيف أنه استغل أحداث 11 سبتمبر لتغذية الكراهية للمسلمين وكيف أنه بدفع من زوجته بدأ مراجعة هذه الكراهية التي شعر بأنها يمكن أن تدمره فجلس ذات يوم في كافتيريا فسأل الله أن يرسل له رسالة تهدي دواخله ودون أن يشعر انفلت طفل عمره خمس سنوات من أمه التي كانت معه في داخل الكافتيريا ودخل معه في مداعبات وكان ذلك الطفل من أسرة مسلمة اسمه عمر ومن ساعتها انفتح على المسلمين في أمريكا وكرس بقية حياته للعمل من أجل التصالح بين الأديان وهنا تذكرت حكم شيخي ابن عطاء الله السكندري بأن الهبات الإلهية لاتحتاج لعمل أو جهد أو حتى قلب نظيف إنما تتنزل بأمر منه على من يريد وساعة ما يريد.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]


تعليق واحد

  1. التصالح بين الأديان أم التصالح مع النفوس وهذه النفوس قد تكون مسلمة وقعت بينها الشحناء والبغضاء ما بلغ نهاياته ……. أليس هناك منظمة تطفئ نيران الحقد التي أشعلها الشيطان بين المسلمين ……. أراك دائما خفيف الرأس يا دكتور البوني