فدوى موسى

محاججة الملثمين


[JUSTIFY]
محاججة الملثمين

أولاً نتقدم بالدعاء العظيم تضرعاً وخشية أن يحفظ وثاق هذا البلد الطيب.. فقد تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك الكثير من المخاطر المحدقة به داخلياً وخارجياً، ولم يعد الناس يتشككون في أن آفة التطرف التي تأخذ شكلاً من أشكال الغلو والمغالاة تهدد أي فرد فيه.. فعندما يحدد المتطرفون زوايا النظر لكلية أوضاع المجتمع ثم ينزلون عليها أحكامهم العنيفة الحادة بالتأكيد على الجميع أن يتحسسوا رؤوسهم وأجسادهم ومواقعها الحساسة وفي رواية أخرى مسدساتهم..

نعم قد يكون الآخرون أيضاً في مصاف تطرف في رأي أو منهج تجاه قضايا ذات طوابع مصيرية تؤخذ مغلقة (ون بكش)، لأحكام اجماعية عليها.. قد يكون في ذلك تجرؤ ولكن هذا لا يوقف بطريقة لا تعتمد على الحجة بالحجة والتفنيد والمجادلة بالتي هي أحسن.. لم يعجب أحد في هذا الاتجاه إلا القائمين به، ما حدث للزميل (عثمان ميرغني) من إعتداء جسدي باعتبار أن الأمر مرده لكلمات قالها كرأي في موضوع كان يمكن محاججته فيه ودحض محتوى ومتن الرأي على مستوى الرأي العام الذي يعرف الحدود الحمراء ويقف عندها بطرق منصفة.. كان يمكن أن يتقدم محتسباً في مناظرة معه أو انتصافاً قضائياً يحتفظ لكل حقه دون الوحشية وأسلوب الغاب الذي نتمنى أن لا يتمدد في البلاد فيخلق فيها أنواع الإنفلات وعدم الأمن.

ثم متى كان الرأي سبباً في تأذي الناس..( أيها الملثمون) أما كان أجدى أن تقابلوا الرأي بالرأي والمنطق بالمنطق.. ثم أن العقول يجب أن تخاطبها العقول تأكيداً أن الأمور في نطاق الحكمة والتروي وتفضيل الله لأبناء آدم بهذا العقل والنهي والفؤاد.. أنفتح مجدداً باباً من أبواب الانتقامات من أجل نصرة رأي على رأي.. بالتأكيد الرأي السليم رأي وكذلك الأعوج رأي، ولكن التقييم والاستحسان من عدمه يدركه المتلقون، وقد كانت هناك انتقادات عريضة لما خطه الزميل المتأذي حتى أن رفقاءه من الكتاب قد خالفوه ردوداً قاطعة، وسال حبر ومداد غالٍ في هذا الموضوع، كان كفيلاً بلجم آثار ما يعتقده الكاتبون فيما يخص الموضوع.. عموماً بات من أبواب التأمين الدعوة لأن تكون للشرطة آلية مشتركة مع المؤسسات الإعلامية لحماية رعاياها بصورة فعالة، حيث لم تغب عن الذاكرة تفاصيل ما تعرض له شهيد الصحافة (محمد طه محمد أحمد) مع إختلاف إطار الموضوع، ولكن مع اتفاق التعامل مع المعلومة والرأي وما يتعلق بالرأي العام.

آخر الكلام: كلما ارتقينا قلت ضرورة استخدامنا لأيدينا والضرب والسلاح والأذى.. وكلما تحجرت عقولنا كلما أصرينا على جعل مجتمعنا (غاب) كل يقتنص على طريقته.. (أها ياملثمين هداكم الله)
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]