زهير السراج

نميرى .. وأحاديث الإفك


[ALIGN=CENTER]نميرى .. وأحاديث الإفك [/ALIGN] * للموت سلطان يجعلنا نترحم على جعفر نميرى، وندعو له بالمغفرة والرحمة وهو بين يدى من لا يظلم ولا يداهن ولا يخاف، تبارك سبحانه ذو الجلال والاكرام الذى قال ..( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرى)، صدق الله العظيم .

* ولكن سلطان الموت لا يجعلنا نصور الرئيس السابق مثلما صورته النائحات وبعض صحف الخرطوم والسا سة، ملاكا فى شكل انسان ورئيسا لم تنجب الامهات مثله وبطلا للسلام والتنمية .. إلى آخر الترهات وأحاديث الإفك التى سودت صحف الخرطوم والمنشورات الرسمية عن الرئيس السابق، الذى استولى على الحكم بقوة السلاح وارتكب الكثير من الخطايا والاخطاء واشعل فتيل الحرب ولطخ يديه بدماء الابرياء، فخلعته من الحكم ثورة شعبية عارمة حظيت بمشاركة واسعة من كل فئات المجتمع السودانى الكبير، كان شعارها الابرز .. ( لن ترتاح يا سفاح )، وهو تاريخ إن لم يكن مدونا فى الكتب، فهو مسجل فى الضمير السودانى، لا يستطيع أحد أن يمسحه أو يشوهه أو يدهنه بلون غير لونه، مهما كان بارعا فى الدهن والرسم والتلوين والخداع !!

* لا أفهم كيف يصف بعض الاكاديميين والسياسيين والصحفيين الرئيس السابق ببطل السلام، وهو المسؤول الاول عن عودة الحرب الاهلية الى الجنوب التى تسببت فى مقتل الالاف وتشريد الملايين وأفضت الى الكثير من التعقيدات التى ربما تؤدى الى تشظية وتجزئة الوطن؟!

* وكيف يزعم البعض انه رائد التنمية، لبضعة مشروعات لا تتعد أصابع اليد خلال ستة عشر عاما كاملة كان يمكن ان يفعل فيها الكثير، وحتى لو فعل الكثير فهو عمله وواجبه كرئيس للبلاد والمتحكم الاول فيها وصاحب الكلمة الاولى والاخيرة. كيف يكون رائد التنمية وقد ترك البلاد مهشمة الاقتصاد، مدينة بمليارات الدولارات ورهينة للسماسرة أمثال خاشوقجى الذى ورطه فى صفقة تصدير اليهود الاثيوبيين ( الفلاشا ) الى إسرائيل( عدو المسلمين والعرب )، ثم يأتى من يصفه بإمام المسلمين وحامى الشريعة !! كيف يكون إماما للمسلمين من يدعم أعدى أعداء المسلمين، وكيف يكون حاميا للشريعة من يحاصر الشريعة فى نصوص قانونية لا تراعى أبسط مقومات الشريعة وهى الرحمة والعدل ؟!

* وكيف يصوره البعض كملاك وهو الذى أعدم الابرياء وسجنهم وشردهم لمجرد الاختلاف فى الفكر والرأى، وإذا وجدنا له العذر فى قتل الذين رفعوا فى وجهه السلاح، فكيف نعذره فى قتل مفكر وشيخ كان سلاحه الاوحد هو القلم والرأى، هو الاستاذ محمود محمد طه رحمه الله وأحسن إليه، بل عندما سئل بعد عشرين عاما هل هو نادم على قتله، كانت إجابته بأنه لو وجد محمود أمامه مرة أخرى لما تردد فى قتله. وبعد أن قتله وصلبه أعطى الأمر برميه من الطائرة فى مكان لا يزال مجهولا حتى هذه اللحظة.

* وهو من قتل بكل القسوة والظلم والشهوة للدماء، المرحوم المناضل الشفيع أحمد الشيخ الذى أثبتت كل الوقائع وشهادات الشهود عدم وجود أية صلة له بحركة المرحوم هاشم العطا، بل كان معترضا عليها ولم يكن يعلم بموعدها، وعلم نميرى بكل ذلك، ولكنه اعدم الرجل، بل عندما اقتيد الشهيد الى المشنقة كان قد فارق الحياة من التعذيب والضرب، فكيف يصف البعض من كان بهذه القسوة والظلم بالملاك؟! إنه حديث إفك وافتراء واستهتار بالحقائق لا يليق إلا بالنائحات !!

* هنالك الكثير جدا الذى يقال عن فترة مايو والرئيس السابق، ولكننى لا أريد هنا أن أعقد محاكمة لنميرى أو فترة حكمه، وإنما أريد أن أقول للذين يكتبون بعواطفهم، بأن الدموع تذرف فى المآتم وفى الغرف المغلقة، وليس على صفحات الصحف وأجهزة الاعلام، حتى لا تنقل صورة مزيفة للأجيال التى لا تعرف عنه شيئا، ولم تجد فى مناهجها الدراسية ما تحكم به عليه، فتختلط لديها الافكار ويصعب عليها أخذ العبر والدروس من أجل مستقبل أفضل نبنيه بمواجهة أخطائنا وعيوبنا، لا بالعواطف والأكاذيب !!

* ندعو بالمغفرة والرحمة لجعفر نميرى، ونحترم سلطان الموت، ولكن ليس الى درجة أن يكون عقبة فى طريقنا نحو الاصلاح الذى لا يتحقق إلا بمواجهة الأخطاء !!

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: – 2009-06-1


تعليق واحد

  1. اذكروا محاسن موتاكم والمولى الكريم هو ادرى واولى بحسابه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره – الكل العلينا الترحم عليه و ان نسأل له المولى ان يعفى عنه ويغفر له ويرحمه ولا داعى لمقالات لتحاسب لك رجل اصبح فى ذمة مولاه – استغفر الله العظيم

  2. الدكتور زهير
    صباحاتك سلام وامان
    لقد اصبت كبد الحقيقة ، حتى اؤلئك اللذين رأيناهم عبر الفضائيات يحاولون ستر عورات مايو بثوب مترهل ممزق ، ويدغدغون عواطف الناس بتشويه المعطيات وتعميم الحقائق ، من خلال استغلال رهبة الموت واستدرار العواطف ، الا انهم فشلوا كثيرا جدا في اقناع كل حصيف يطرح اسئلة بسيطة جدا مثل ، ماهو السلام الذي تحقق في الجنوب ؟ وماهو الاسلام الذي بسط في الشمال ؟ وما معنى ترحيل الفلاشا ؟ وهل لو انه عاد من القاهرة في رحلته الاخيرة ومارس هوايته الدموية مع خصومه كعادته كنا سنسمع عن امامته شيئا ؟ ولماذا خرج الشعب السوداني في 6/ ابريل ثائرا يردد بعنف وبكاء ودماء(لن ترتاح ياسفاح) رحم الله النميري .. هو الان بين يدي العادل الاعظم .. ورحم الله كل ضحايا عهده الدموي شيبا وشبابا . واقول .. انتهى زمن تلوين الحقائق وقول بعض الحقيقة ومزجها بكذبات كبيرات ، وان كنتم حقا تحبون الرجل فادعوا له في صمت ، ذلك افضل له من بكاء التماسيح التي تسبح بلا حرج في لجة الفساد القذر .

  3. عزيزى زهير السراج ومن منا يكون بلا خطيئة وقد يكون الرئيس نميرى اخطأ اخطاءا كثيرة فى فترة حكمه ليس المسئول عنها وحده ولم يكن له فيها الخيار بمعنى ان بطانته قد اشارت عليه بذلك وكما تعلم فإن البطانه قد تصلح وقد تفسد كثيرا من الحكام .. وما اثار اهتمامى فى التعليق على مقالك هو قولك ((وإذا وجدنا له العذر فى قتل الذين رفعوا فى وجهه السلاح، فكيف نعذره فى قتل مفكر وشيخ كان سلاحه الاوحد هو القلم والرأى، هو الاستاذ محمود محمد طه رحمه الله وأحسن إليه)) وانا معك فى اننى لا أؤيد قتل من خالفك الرأى ولكن لا اظنك تخالفنى الرأى فى ان هذا الرأى قد يترجم الى سلوك عملى قد تكون اثاره مدمره وقد رأيت بعينك مافعله الفكر الجمهورى فى حياة الناس والذى مازالت تداعياته تسرى بين الناس . وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن نميرى او الثناء عليه ولكن كلنا يخطىء وقد تكون الخطيئة خير للانسان من الحسنة لان الخطيئة تقودك للاستغفار والتوبة والانابة والتذلل لله اما الحسنة فقد تقودك للكبر والبطر مما يقود الانسان للهلاك فقد يكون النميرى ذهب الى ربه بقلب خاشع ذليل طالبا مغفرة ربه وقد رأينا ماكان عليه الرئيس العراقى صدام وقدتكون اخطاءه اكثر من اخطاء نميرى و قد رأينا نهايته التى نحسب انها طيبة بل نشهد له بها بحسن الختام وذلك لقول رسولنا الكريم (( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)) فنحسب ان الرئيس نميرى قد فعل من الصالحات ايضا كما اقترف من الذنوب وكلنا ذلك الرجل ان لم نكن اسوأ فنسأل الله ان يغفر لنا وللكم وللرئيس نميرى ونستغفر الله وله الحمد فى الاولى والاخرة

  4. من منكم بلا خطيئة واى رئيس دولة لم يكن له اخطاء بدلا ان تحاسبو انسان فى زمة ربه حاسبو من هم على الحكم والذين يستطيعون ان يتوبون الى ربهم .
    مهما كان فان لنميرى اجازات لا ينكرها الا جاحد .نسال الله ان يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا.
    ويكفى ان نميرى مات فى البيت الذى ولد فيه اى بيت والده وغيره يسكن فى قصور بناها فى بضعة اعوام او شهور فمن اين له هذا

  5. lماقلته دكتور زهير هو عين الحقيقة ودعني أعلق علي كلام الاخوين الرشيد وأبوشامة .. نعم من منا بلاخطيئة ؟ وللموت جلاله ويجب أن نذكر محاسن موتانا ولكن .. عندما تكون الخطيئة خاصة بالانسان وحياته الخاصة هذا شيء وأن نتحدث عن تاريخ عمره ستة عشر عاما .فالامر مختلف. والتاريخ يسجل الاخطاء والخطايا والمحاسن والانجازات كل لايتجزأ حتي يأخد منه الناس الدروس والعبر .. أما سياسة عفا الله عما سلف والمسامحة التي يتمتع بها هذا الشعب هي ماتشجع علي استحلاء الضرب فينا ان صح التعبير .. ولم يخلو أي سرد للتاريخ من اظهار الحقائق علي مرارتها
    فدعوا العواطف جانبا فليس عذرا أن البطانة فاسدة فهي مسئولية من اختارها … وبعد .. اللهم ارحم نميري وتجاوز عن سيئاته ولاتفتنا بعده واصلح حالنا .. امين ..
    متعك الله بالصحة والعافيةدكتور وشكرا علي هذه الواقعية التي تحمد عليها أبدا ..

  6. اصبت كبد الحقيقة يا دكتور ….وأخيراً ذهب السفاح المجرم إلى الجحيم غير مأسوفٍ عليه

  7. ما اكثر القتلة فى بلادنا أخى زهير فمنهم من يقتل بأسم الوطن و منهم من يقتل بأسم الدين … أذكر فى اواخر عام 79 اجتمع بنا من يعمل واليا الآن و أعطانا ورقة بها ستة اسماء مكتوبة باللون الأسود على ورقة حمراء وكان اسمك من بينهم ومعك طالبان من الزراعة و آخرون فى الهندسة والآداب ورشحونا للقيام بضربكم واحداث اذى جسيم لكم او قتلكم لا يهم … كنا لحظتها نعتقد ان مثل هذا العمل من تمام الأيمان والطريق الى الجنة …. كلما شاهدت ذلك الوالى على شاشات التلفزيون و قد امتلأت اوداجه ولمع وجهه من اثر الكريمات و الراحة عاد بى شريط ذلك الأجتماع وحمدت الله كثيرا على فشل ذلك المخطط …. دارت الأيام و عرفتنا ان شهوة المال و السلطة قد تدفع ضعاف النفوس و قليلو الأيمان الى ارتكاب الكبائر ! لك شوقى وحبى اخى زهير.

  8. كلكم ياشباب أصبت الحقيقة وكبد الحقيقة ولم يكترث أي أحد منكم في الخطأ الوارد في الآية الكريمة ( خيراً يره وشراً يره ) وكيف أن زهير يكتبها يرى

  9. الاخ زهير اولا أذكرو محاسن موتاكم وثانية ان هذه المعلومات متوفر لدى الشعب السوداني من 30عام ولماذا بالذت عندما مات ؟ وهل قلمك كان نائما وهو حي ؟ اننا نعلم ابو عاج وسياساته ولكن من المفترض ان لا تكتب يوم ان سمعت انه انتقل الى الرفيق الاعلى رحمه الله رحمة واسعة انه العادل الرحمن الرحيم

    ابو وردشان الارتري

  10. أولا الرحمة لنميري ولكل موتى المسلمين.. نذكر محاسن الموتى عندما يتعلق الأمر بحياتهم الشخصيةولكن عندما يتعلق بحياة شعب كامل فلا.. من الذي أدخل سياسة قتل وتعذيب الخصوم السياسين في السودان؟ من الذي أحتضن مئات النفعيين والمرتزقة وجعلهم يسرحون ويمرحون في حقوق الشعب السوداني دون حسيب أو رغيب؟ وفوق هذا وذاك من الذي أعطاه الحق للانقلاب على النظام الديمقراطي الذي اختاره الشعب السوداني بحرية كاملة؟ ورغم ذلك نقول لك الرحمة يانميري فأن الآن بين يدي ملك الملوك…

  11. كلكم تكتبون (أذكروا محاسن موتاكم) سؤالي للأخ/ زهير ولكم سادتي المعلقين لماذا هذا الهبل في التعليقات ؟؟؟؟؟ وأجيبوني وأنتم الآن أحياء بمن فيكم دكتور زهير أتركونا من محاسن موتانا وأفيدونا عن رأيكم مكتوبا (خاصة دكتور زهير) ماذا ماذا عن (مفاسد أحيائنا) ،،،،، بلاش جبن يا عالم ،،، يعني هسه خلالالالالالاص الدنيا أصبحت وردية والسودان عاصمته أستكهولم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أغلبية المعلقين سطحيين يتكلموا ويفتوا بدون وعي وبدون تفكير ….. أيش رأي يا دكتور زهير ويا هاج أبكر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  12. طريق مدني سنار ، طريق مدني بورتسودان ، طريق سنار كوستي ، طريق كوستي الخرطوم ، الرقعة التي أتت بك صحفيا وتتبجح في النميري وهو ميتا ، مصانع السكر الذي تشطفه صباح مساء ، سنار والكنانة والعسلاية ، العلاقات الدولية حيث كان السودان صديق الكل ، السلطة التشريعبة ، كبري حنتوب وكبري بري ، الصداقة الصينية التي مازالت بصداقتها يتدفق البترول ، تنظيم الشباب والكتائب والجمعيات النسوية ( جمعية المرأة السودانية )والنقابات أحسبك تجهل الكثير عن حكم نميري الرائع والذي همش وطارد أمثالك في ذلك الوقت ، ومنذ متي كان السودان له كيان وطن واستقرار .. في عهد النميري فقط .. لا أقول لك اذكر محاسن موتاكم .. ولكني أقول حسبي الله ونعم الوكيل اذا ظلمت ابن السودان البار الذي مات بلا مال ولا بنون وتم الفراش في بيت من طين في ود نوباوي اللهم الا من اللون الاخضر الخارجي الذي يشبه قلب نميري في التنمية الزراعية … مشروع السوكي العملاق الذي دمره الشيوعيون وأمثالك الذين صم عمي لا يعمهون .. اكرر حسبي الله ونعم الوكيل فيك .

  13. لقد كان نميري رئيساً , والرؤساء قراراتهم خطيرة بطبيعة الحال وفيها الصواب والخطأ , ولأن نميري لم يكن خائناً ولا عميلاً نسأل الله أن يغفر له ويرحمه …
    حتى ضحايا النميري كان فيهم من أوقع نفسه في المصائب ومن يستحق القتل …

    ما فات على كاتب هذا المقال أن الإنسان عندما يموت يذهب إلى حيث العدالة الكاملة فليس مناسباً أن تتم مهاجمته ,ليس هذا من المروءة , خاصة في هذه الأيام ولم تجف تربته بعد

  14. د.زهيــر ….لك التحية والتقدير ….تابعت كتاباتك… عن الراحل المقيم جعفر نميرى..وخلصت من متابعاتى إلى سؤال حائر ..أين كنت أنت طيلة فترة وجود نميرى فى السلطة؟؟؟؟؟أم أن التور تكتر سكاكينو بعد يقع؟؟
    نميرى لو فى حاجة واحدة تشفع ليهو ..لكان قراره الشجاع بدلق الخمور وإعلان الشريعة الإسلاميةوالتى تسمونها خجلا (قوانين سبتمبر) ..بذمتك ..أما يكفيه هذا؟ دا البينو وبينا نحن…أما البينو وبين الله نحن ما مسئولين منو…ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته مع الصِّديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.(.وإنك ميِّت وإنهم ميِّتون)