رجال حول الفريق
* اعتاد سعادة الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين أن يصنع إفطاراً سنوياً خاصاً بمنزله للصحفيين، وعنصر الخصوصية والاهتمام يكمن في عنصر المكان، فبينما تكون الإفطارات العسكرية والدبلوماسية في أروقة القيادة العامة، يستخلص سعادة الفريق الصحفيين لنفسه وبيته بالمناسبة (تفرق كتير) وعلى طريقة زميلتنا الأستاذة منى (هنالك فرق) فعلى الاقل كانت حرارة (قراصة أهلنا المحس) حاضرة وبقوة، فعبقرية المكان تكمن في أن الطعام نفسه معمول بمحنّة من أهل البيت، وليس ككل الإفطارات الباردة التي يستدعى لها الطباخون المهنيون والتي في الغالب تتمحور حول هذا (الدجاج الميت).
* لكن الدلالة الأعظم تكمن في عمليات التواصل بين المؤسسة الصحفية والمؤسسة العسكرية، فما أحوج جيشنا الذي يقاتل في ـكثر من جبهة لعمليات الإسناد الإعلامي والجماهيري، هذا بالفعل ما ركز عليه سعادة الفريق في كلمته الترحيبية المقتضبة ، في أن الجيش هو جيش (الدولة السودانية)، وهنا تضيق عمليات المناورات والمماحكات السياسية، فالقصة هنا قصة وطن أو ما يتعارف عليه الاستراتيجيون حول العالم (بالأمن القومي الوطني) هذا الخط الأحمر، هنا تتعطل كل القوانين وتسقط كل المبررات فهذه منطقة فكرية وسيادية ممنوع الاقتراب منها والتصوي.. إذ يمكن الاختلاف حول كل شيء إلا الدولة وجيشها.
*وكان سعادة الفريق الذي يرقد على خبرة تراكمية أمنية وسياسية من الحصافة بمكان وهو ينسب هذا الحضور والاحتشاد الإعلامي غير المسبوق (للوعي والولاء الإعلامي) للجيش السوداني على أن القصة ليست شخص المواطن عبد الرحيم محمد حسين وإنما فلسفة الفريق والدلالة العسكرية..
*فمنذ فترة طويلة لم أحفل بمناسبة إعلامية يحتشد فيها (أكابر معلميها) وأعني الصحافة، كل الأسماء، كل الألوان ولن أتورط في ذكر بعضها.
*غير أن ثمة عبقرية أخرى وراء هذا الاحتشاد وبطلها هذه المرة (رجال حول الفريق)، ويذكر في هذا المقام العقيد الصوارمي والرائد كبير وزملاؤهما.
كانت رقاع الدعوة تحمل دلالات خاصة وحميمية وهذه الكلمة الاخيرة أستلفها من زميلتنا داليا الياس.. أنت مدعو.. أنت شخصياً.. لا مجال للاعتذار.
*نحتاج وعلى خلفية هذا اللقاء الحاشد أن نجمع أكبر قدر من السند المعنوي والمادي والنفسي والجماهيري وراء قواتنا المسلحة في بلد يراد لها أن تتشظى وتتمزق، على أن جهات أخرى تعمل لإضعاف الدولة وتراجع قوتها وقبضتها وسطوتها..
*بالمناسبة فقد أسر لي في هذا اللقاء سعادة الفريق بأنه من (زبائن الملاذات) ولكنه في المقابل مطلع على كل تفاصيل الصحافة ويسعى دائماً للتواصل مع شغيلتها وصناعها.
* سيدي كل عام وجيشنا بخير..
[/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]