الطاهر ساتي
لبريق الأمل … كلمة شكر ..!!
** وكذلك سواسية – عند جاري – فصول السنة عنده ، للشتاء يشكو زمهريره ، للصيف يشكو هجيره ، للخريف يشكو أمطاره ، وربما تفاديا لشكواه لا يسلك الربيع درب بلادنا .. وجدته يوم الخميس الفائت – كما عهدته – مكتئبا ، واردت إسعاده قليلا ثم إزالة بعض علامات الكآبة من وجهه ، فأخبرته بقرار تخفيض أسعار الأدوية بنسبة (50%) بمشافي الخرطوم ، ثم انتظرت رد الفعل ، ولم يخيب ظني ، حيث قال بلامبالاة ( مستحيل … إلا تكون مدتها منتهية ) .. فكظمت غيظي ، وغادرت محطته الكئيبة لأكتب عن الخبر المفرح عاجلا .. أي قبل أن تنهمر أخبار الشريكين والطائرات على رؤوس الناس …!!
** ادع جاري العزيز في محطته ، وطبعا لايقف فيها وحده .. فالمزاج العام في بلدي دائما مستاء ، والمناخ العام هو السبب .. ورغم هذا المناخ العام الملبد بأدخنة حريق الطائرات وجنون أسعار السلع ، وغيره .. رغم كل هذا الألم ، فإن بريق هذا الأمل له علينا حق الاحتفاء .. وخيرا فعلت حكومة ولاية الخرطوم بدعم سعر الدواء في إطار تحسين الخدمة العلاجية لأهل الولاية ، وهم تقريبا ربع سكان البلد أو أكثر .. ونأمل أن يحدق ولاة الولايات الأخرى في هذا التخفيض ، ثم نقل التجربة الي ولاياتهم .. ذوو الدخل المحدود – واللا دخل – في الأرياف هم أكثر الناس وجعا وتأوها ، لا من الأمراض فحسب ، بل من تكاليف العلاج منها أيضا.. !!
** و إن كان تخفيض ولاية الخرطوم لأسعار العلاج عملا جميلا ، فالعمل الأجمل هو رفع ميزانية الوقاية .. والخريف يطرق أبواب عاصمة لا تعرف مايسمى بالصرف الصحي .. ولانعني برفع ميزانية الوقاية غير ذاك الصرف باعتباره من أهم وسائل وقاية المواطنين من أمراض الخريف وكل المواسم .. وما ندعو الولاية اليه ليس لهذا العام ولا التالي ، نعلم بأن عملا كهذا – ليكتمل كليا – بحاجة الي ميزانية لا قبل للولاية بها مابين عام وعام ، ولكن إذا وضعت سلطة الولاية الصرف الصحي مشروعا استراتيجيا في خططها السنوية تستطيع أن تنجز في كل عام جزءا من الكل. عواصم الدنيا الكبرى لم تشيد بين ليلة وضحاها ، ولكن شيدتها الخطط العلمية الطموحة والتنفيذ المحكم .. ولاشئ يعيب المدن غير إفتقارها للصرف الصحي .. وهو ليس من الكماليات ، كما تظن ..( الميزانية العامة ) …!!
** وكذلك تخفيض سعر الدواء يجب أن تصاحبه ترقية المستشفيات العامة وتطويرها بتحسين الحال الاقتصادي للطبيب ثم مده بالجهاز الحديث .. ولكي تجتهد حكومة ولاية الخرطوم فى ( الطبيب والجهاز ) ، ندعم دعمها لسعر الدواء بالشكر ….!!
إليكم – الصحافة -الاربعاء2/7/ 2008م،العدد5401
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]
كم اشفت مقالتك غليلي يا اخ الطاهر ساتي، فكثيرون هم من يظهرون الياس والتشكي والتذمر في حين كل ما حواليهم يوحي بالامل والرضا ، فعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا ، فانا ارى كل المسؤولين في بلادي يعملون باخلاص وتفاني على قدر الامكانيات والتحديات المحيطة ، فهنيئا لبلادي ،،، ودمتم