التهاب الكبد الوبائي «ب» قاتل صامت أعراضه ممتدة
طالب عدد من أطباء الجهاز الهضمي كافة المواطنين والمقيمين في الدولة بضرورة الكشف المبكر لفحص التهاب الكبد الوبائي «ب» وأخذ الطعومات المخصصة مؤكدين بأن أعراض المرض لا تظهر على المصابين إلى في مراحل متقدمة يتعذر معها العلاج.
وأشارت دراسة أجريت في الإمارات عام 2006 بأن نسبة الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي «ب» بين المواطنين تقدر بـ 65 .1، في حين تقدر نسبة الإصابة العامة ب2 لوجود مئات الآلاف من العمالة الآسيوية الوافدة التي تشهد بلادها تزايدا في معدلات الإصابة بالمرض.
وأوضحت أن إمارة الفجيرة تسجل اقل معدلات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي «ب» بينما تعد مدينة العين الأعلى من حيث نسبة الإصابة.
دراسة…. وأوضحت الدراسة أن دولة الإمارات تعد من اقل دول المنطقة في حجم الإصابة، حيث تتراوح نسبة الإصابة في الكويت ما بين 6 ـ 7، وترتفع النسبة في السعودية إلى ما بين 15 إلى 17%. وقالت الدراسة بأن دولة الإمارات تعد من أوائل الدول العربية التي طبقت تطعيم المواليد ضد المرض، إذ بدأت الإلزام به قبل 18 عاما، وهو ما أسهم كثيرا في خفض معدلات الإصابة، مشيرة إلى أن كثيرين ممن ولدوا قبل هذا التاريخ لم يتلقوا التطعيم، وأصبح الأمر بالنسبة لهم اختياريا، محذرة من أن عدم تلقي التطعيم يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالفيروس. وتفصيلا قال الدكتور هشام خزربنجي استشاري أمراض الجهاز الهضمي بأن الكشف المبكر ومن ثم التطعيم يقي الإنسان من الإصابة بالمرض ومضاعفاته الخطيرة التي تصل إلى تليف الكبد والسرطان ومن ثم الوفاة. وقال ان الإصابة بالفيروسات الكبدية لا يعلم بها المصاب إلا عند الفحص لأي سبب آخر مثل التبرع بالدم أو أثناء الفحص الدوري، ولكن أعراض المرض تدوم أسابيع عدة، وتشمل اصفرار البشرة والعينين والبول الداكن والتعب الشديد والغثيان والتقيّؤ والآلام الباطنية، وقد يستغرق الشفاء من تلك الأعراض أشهرا ربما تمتد إلى سنة كاملة.
وقال ان المرض يمكن أن ينتقل من شخص مصاب لآخر سليم عن طريق عيادات الأسنان ومحال الحلاقة، وصالونات التجميل ومن الأم المصابة إلى جنينها مطالبا بضرورة مضاعفة خطط التوعية في الدول العربية بكيفية انتقال الفيروس.
أسباب المرض
وأشار إلى أن أسباب المرض تتراوح بين الخلل الجيني، وارتفاع معدل الدهون أو تناول الكحوليات، وينتقل الفيروس المسبب لالتهاب الكبد الوبائي «ب» من شخص لآخر عن طريق نقل الدم المصاب بالفيروس أو عن طريق سوائل الجسم الأخرى بشكل عام.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض التهاب الكبد الوبائي «ب» أودى بحياة 2,1 مليون شخص في العالم العام الماضي بسبب مضاعفات الإصابة المزمنة بالالتهاب الكبدي (ب) مثل التشمع وسرطان الكبد.
ووفقا لتقرير المنظمة هناك 350 مليون شخص في العالم منهم 113 مليون شخص في الدول الآسيوية مصابون بمرض الالتهاب الكبدي المزمن، كما أن هناك 10 ملايين شخص يعانون المرض في الشرق الأوسط، يموت منهم 36 ألف مريض سنويا فيما تسجل آسيا 350 ألف وفاة كل عام نتيجة مضاعفات الإصابة بالفيروس.
انتقال العدوى
وأوضح أن طرق انتقال العدوى تختلف من منطقة جغرافية لأخرى ففي أوروبا الغربية، تنتقل العدوى بشكل رئيسي عن طريق العلاقات الجنسية مع شخص مصاب، وكذلك استخدام الإبر وأدوات الحقن الحاملة للفيروس، بينما تنتقل العدوى في آسيا والشرق الأوسط بشكل رئيسي من الأم للطفل وبين الأطفال بعضهم البعض. ومن طرق انتقال العدوى الشائعة أيضاً الاشتراك في استخدام الأدوات الشخصية كفرش الأسنان وأدوات الحلاقة، والأدوات غير المعقمة لثقب الجسم وعمل الوشم، كما يمكن للأم المصابة أن تنقل الفيروس لطفلها أثناء الولادة.
ويعد العاملون بالمجال الطبي من أكثر المعرضين للإصابة بفيروس (ب) وبخاصة عند إجراء عمليات جراحية أو عند التعرض لحوادث عارضة مرتبطة بالوخز بإبرة ملوثة.
وأوضح أن «العلاقة الجنسية يمكن أن تنقل الفيروس «ب»، لكن الوقاية منها يمكن أن تتم بأخذ الطعومات الوقائية، مشيرا إلى أن الطعومات المتوفرة حاليا في الأسواق تكفي للوقاية من الفيروس بشرط نجاح التطعيم، أي وجود أجسام مضادة للفيروس «ب» في الدم بنسبة كافية، إذ من الملاحظ أن جميع الذين يتناولون الطعم يأخذون ثلاث جرعات خلال ستة أشهر ولا يتابعون نجاح التطعيم بإجراء تحليل نسبة الأجسام المضادة للفيروس بعد ذلك للتأكد من نجاحه، وهي خطوة مهمة، لأن عدم نجاح التطعيم يمكن أن يجعل الشخص عرضة للإصابة بالفيروس « ب» في حال تعرضه له.
المصدر :البيان
اعجبني كلما تنشروه الله يعطيكم الف عافية