أبشر الماحي الصائم

من يجرؤ على الصمت

[JUSTIFY]
من يجرؤ على الصمت

*لا نعرف حتى الآن ما هي (الفئة الباغية)، فالكل قد خرج في مواكب الإدانة والشجب، فمن لم يذهب في مواكب مجلس الصحافة والمطبوعات، فقد ذهب إلى الزيتونة حيث يتشافى زميلنا عثمان ميرغي، أتم الله عليه نعمة العافية والشفاء.
*الحكومة قد أدانت الحادث بكل العبارات وبكل مستويات الحكم من الولاية إلى القصر، وأحزاب المعارضة هي الأخرى قد استنكرت بشدة.
*يبقى الجميع في انتظار مجهودات شرطتنا الفتية التي لا محالة ستكشف تعقيدات هذه القضية، وذلك تأسيساً على قضايا مماثلة وبعضها كان أكثر تعقيداً، ويذكر في هذا المقام قضية الراحل محمد طه محمد أحمد التي كانت كمسبحة تناثرت حبيباتها في غابة شوك في يوم ريح عاصف، وكانت المفاجأة أن شرطة الجنرال عابدين الطاهر يومها قد أعادت نضم ونظم تلك المسبحة حبة حبة لدرجة الكرامة.
*لهذا وذاك لم أكن في يوم من أنصار ثقافة (تقصير الأجهزة الأمنية)، فإن هي لم تتدارك الجريمة في وقتها، فإنها لا محالة ستفك طلاسمها وتكشف غموضها ولو بعد حين.
*أما القول بأن الشرطة لم تكن في المكان المناسب لحظة حدوث الجريمة، فهذا قول لا تسنده حيثيات النظم الشرطية والأمنية حول العالم، فبإمكاني أن أمدكم بعشرات الجرائم المماثلة من الغرب المتقدم تقنياً إلى الشرق المتخلف نسبياً في هذا الضرب، بل إن ذاكرة القراء هي التي سترفدنا بهذه المسوغات، فعلى الأقل قد أُغتيل الرئيس السادات في يوم عرضه العسكري وفُجِّر الحريري في وسط مدينة بيروت، ولا تزال (المحكمة الدولية لفك طلاسم قضية اغتيال الحريري تراوح مكانها).
*أنا لست من أنصار أن ننتهز ملابسات الحادثة لننال من أجهزة الدولة ونهز الثقة في مؤسساتنا الوطنية وفي هذه الحالة سنخسر مرتين.
*وإذا أعدنا النظر في حرفية تنفيذ هذه الجريمة النكرة سيكون ذلك في صالح توفير بعض المسوغات، ذلك لكون هذه الجريمة نفذت في خمس دقائق وقبيل أذان الإفطار.
*أيضاً لا أعرف العلاقة بين هذه الحادثة وما سماه البعض (بتراجع الحريات الصحفية)، إن لم يكن استغلالاً غير موفق، ومحاولة لتسويق بضاعة مزجاة في غير أسواقها وغير مواسمها.
*فالذي يربطنا بالزميل عثمان ميرغني ربما كان أكثر من الآخرين، فالأخ عثمان تنحدر جذوره من منطقة المحمية بولاية نهر النيل، وذلك قبل أن تستقر أسرته بمنطقة الخليلة بالريف الشمالي لمدينة بحري، تزاملنا عند عودته من الخليج بصحيفة ألوان ثم أخيراً ضمتنا (اليوم التالي).
*وأنا شخصياً أختلف كثيراً مع أطروحات الأخ عثمان، ولكن لا أملك إلا أن أحترم مهنيته وحرفيته المدهشة في تكنيك كتابة المقال. وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يعود (صاحب حديث المدينة) أكثر عافية ونتجاوز جميعاً كدولة وكحكومة وشعب وصحافة هذه المحنة.

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]