فدوى موسى

الملثمون وجرس الحرية


[JUSTIFY]
الملثمون وجرس الحرية

ملثمون أو مجهولون.. الفكرة واحدة.. انهم لا يملكون القوة للإفصاح عن أنفسهم أو من وراءهم.. الاختباء من أجل بعض الانتقام.. بدأ الأمر بالأستاذ «عثمان ميرغني» ولا أظنه ينتهي عند الفقيد «هاشم سيد أحمد عبيد» يمتلك شركة الأقطان .. بعيداً عن الغوص في أعماقها قريباً من فكرة الانتقام.. حيث صار الناس في بلدي يتوقعون أي خيال اجرامي يمكن أن يتماشى سيناريو تفاصيله مع فكرة الغاب والهجمة الغادرة من أناس يرفضون التفاصيل المدنية للحياة وحكم القانون والمنطق.. وحتى لا نكون خياليين.. فقد كانت الأدلة دامغة على أسلوب الغاب.. فالراحل تلقى مصرعه أمام مسكنه طعناً بالسكين في تعمد بائن لبلوغ حالة الموت العمد من أجل دوافع لم يفصح عنها الشيء الذي يؤكد أن هناك أفكاراً عميقة مريضة في الأعوام الأخيرة أخذت مواقعها في أعراف الحياة السودانية التي وعرفت التسامح والعفو والتصافح بدرجات متفاوتة إلا من رحم ربي، وهذا تطور سلبي في فصول الحياة العامة بكل نواحيها الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية حيث يتجاوز الكثيرون آليات الدولة والقضاء للاحتكام لاحكامهم الخاصة وطرائقهم الفظيعة إلى أخذ الحكم بالطرق المجرمة التي يرونها وينفذونها.. حتى وأن الأمر من أجل سرقة مثلاً.. ولأن الأمر أمام القضاء «نستنكر وندين ونشجب» فقط الحادثة وفكرتها وننتظر القضاء لفضح منفذويها ومن خلفهم، إن كان الأمر له ما بعده وقبله أو إن كان حادث سرقة عادية تطور للقتل.

وفي هذا الجو الملغوم بالملثمين وتداعيات السيول تظهر «أبرار» مريم في الفضائيات وهي تصل امريكا وتتسلم «جرس الحرية» من عمدة فلاديفيا كأنها تقول «أتيت اليكم من السودان بلد الكبت واللا حرية» لا حول ولا قوة إلا بالله تتراكم الأحكام بتفاصيل بائسة تحوي في جوفها مؤشرات غير حكيمة.. كانت أبرار أو مريم مسلمة أو مسيحية أو حتى كائناً لا دينياً فقد أصبحت سفيرة لنوايا غير حكيمة للبلاد.. رغم أن قضيتها قد صعدت في ظل ظروف عائلية بحتة لم تكن الحكومة طرفاً فيها، لكنها أصبحت «في وش البلد خازوق» وطعنت التفاصيل في الارتجاليات العامة للأوضاع لكل ما يجري في البلاد.. عذراً قرائي أخشى عليكم أن تنتقل اليكم الروح الشريرة والانطلاق نحو التمرد على القيم والثوابت الكبرى.

آخر الكلام:

انتوا أولاد البلد تقوموا تقعدوا على كيفكم.. بس علينا جعل الأمور في نصابها التام دون أن نخدش حياء هذه البلاد العريقة.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. وكل عام وأنتم بخير.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]